وفي سنة ١٢٣١ ه : سار عبد الله بن سعود بجنوده ، من الحاضرة والبادية ، وقصد القصيم فنزل الخبراء ، وهدم سورها ، وهدم سور البكيرية ، وربط ثلاثة من رؤساء الرّس والخبراء منهم الأمير شارخ آل فوزان أمير الرس ، وسار بهم إلى الدرعية بسبب استدعائهم لعساكر الترك ، وسميت هذه الغزوة ، غزوة محرّش ، لأنه انتقض الصلح الذي بين عبد الله بن سعود ، وبين محمد علي بسببها ، وذلك أنه ركب رجال من أهل القصيم إلى مصر ، وأكثروا القول لمحمد علي ، فتلقى قولهم ، وشمّر في تجهيز العساكر إلى نجد مع ابنه إبراهيم باشا.
وفي هذه السنة توفي أحمد طوسون بن محمد علي في مصر ، في آخر شوال من السنة المذكورة.
وفي آخر هذه السنة سار إبراهيم باشا بالعساكر العظيمة من مصر ، متوجها إلى نجد ، فقدم المدينة ، وضبطها ، ثم سار منها ، ونزل الحناكية ، ثم دخلت السنة ١٢٣٢ ه ، وإبراهيم باشا في الحناكية ، وكان عبد الله بن سعود قد أمر على أهل سدير ، والوشم أن يسيروا إلى القصيم ، فساروا إلى بريدة ، وأمر على حجيلان بن حمد ، أمير القصيم أن ينزل بأهل القصيم والوشم وسدير ، الغميس ، فنزلوا فيه ، وأقاموا نحو أربعة أشهر ، ثم إن عبد الله بن سعود ، خرج من الدرعية لعشر بقين من جمادى الأولى من السنة المذكورة ، واستنفر جميع بلدان نجد ، والبادية ، وسار بهم ، ونزل بالقرب من الرس ، واستدعى بحجيلان ابن حمد ، ومن معه ، فأتوا إليه ، وتوجه عبد الله بن سعود بجنوده لقتال إبراهيم باشا ومن معه من العساكر ، وهو حينئذ على الحناكية ، فلما بلغ إبراهيم باشا خبر عبد الله بن سعود أمر