وفي رمضان من هذه السنة سار عثمان المضايفي بجنود كثيرة إلى الطائف واستولى على بعض قصورها ، فبلغ الشريف الخبر ، فسار إليه بالجنود العظيمة ، وحصره في القصر ، وحاصل الأمر ، أن عثمان انهزم ، وقتل من قومه نحو سبعين رجلا ، فأمسكوه العصمة من عتيبة ، وجاؤوا به إلى الشريف غالب ، فأوثقه ، وبعث به إلى محمد علي.
وفي هذه السنة حجّ أهل الشام ، وأهل مصر ، وحج محمد علي ، على طريق البحر ، فلما قدم مكة المشرفة ، وجاءه الشريف غالب للسلام عليه ، أوثقه هو وأولاده ، واستولى على جميع أمواله ، وأرسلهم إلى مصر ، فحبسوا هناك ، ثم إنه بعد مضيّ خمسة أشهر كتب عرض حال للدولة ، فيما فعله به محمد علي ، فورد الأمر من الدولة بأن يكون في سلانيك ، ويجرى عليه ما ينوبه ، فبقي هناك إلى أن توفي بالطاعون سنة ١٢٣١ ه.
وفي سنة ١٢٢٩ ه : توفي الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الأولى من السنة المذكور ، رحمهالله تعالى.
وكانت ولايته عشر سنين وتسعة أشهر ، وثمانية عشر يوما ، وتولى بعده ابنه عبد الله بن سعود.
وفي هذه السنة توفي إبراهيم بن عفيصان في عنيزة ، وكان قد جعله سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود أميرا في عنيزة ، بعد ما عزله عن إمارة الحساء ، وابن عفيصان المذكور من آل عفيصان المعروفين في الخرج من عائذ.