ينبع ، وهذه الوقعة هي المعروفة بوقعة الجديّدة في ذي القعدة من السنة المذكورة.
وفي هذه السنة حج سعود بن عبد العزيز بالناس ، واجتمع بابنه عبد الله في مكة المشرفة بعد انقضاء وقعة الجديّدة المذكورة.
وفي سنة ١٢٢٧ ه : قدم أحمد بونابرت بالعساكر العظيمة على أحمد طوسون بن محمد علي ، وهو إذ ذاك بينبع ، فلما قدموا عليه ساروا إلى المدينة ، فوصلوا إليها منتصف شوال ، وحصروها ، وفيها نحو خمسة آلاف من أهل اليمن والحجاز ونجد ، جعلهم سعود فيها مرابطة ، ثم حفروا عليهم سربا في الأرض من جهة البقيع ، فلما وصلوا إلى السور حشوه بالبارود ، وأشعلوا فيه النار ، فانهدم من السور نحوا من ثلاثين ذراعا ، ودخلت العساكر البلد ، وانحازوا المرابطة إلى القلعة ، وقد هلك منهم خلق كثير قتلا ووباء ، ثم إنهم أخرجوا من بقي منهم بالأمان ، قيل أن من هلك منهم قتلا ووباء نحو أربعة آلاف.
وفي هذه السنة حج سعود بن عبد العزيز بالناس ، وهي آخر حجة حجّها ، فلما خرج من مكة المشرفة أمر على ابنه عبد الله أن يقيم بمن معه من الجنود بوادي فاطمة ، فأقام به أياما ، وجاءت مراكب فيها عساكر من مصر ، فنزلوا في جدّة ، ثم ساروا منها وقدموا مكة المشرفة ، فلما علم بذلك عبد الله بن سعود ومن معه ، ارتحلوا ، ونزلوا العبيلاء بالقرب من الطائف ، ولأيام ثم قفل إلى نجد.
وفي سنة ١٢٢٨ ه : خرج عثمان المضايفي من الطائف ، واستولى على الطائف الشريف غالب ابن مساعد.