أقبل متعب للعسكر رحلة تشبهم ، ولما أقبلوا عليهم وإذا هم بابن سعود مقبل لما اختبروا شردوا.
ابن سعود نزل البكيرية والعسكر صار معهم ضيق ابن سعود حط عليهم حرس ما يدخل عليهم ولا حبه وهم خالين من الطعام.
تصبروا ونفذ صبرهم ، وطرشوا إلى ابن سعود قالوا : نريد نرسل من عندنا رجال نائب عنا يخاطب ابن سعود ، قال : لا بأس فأرسلوا النائب ، قال له ابن سعود : ماذا تريدون؟ قال : ما نريد شيء ، إنما أنت ماذا تريد أن نمشي عليه. قال ابن سعود : أنا أريدكم تفكوننا من شركم وترجعون إلى أهلكم ، قالوا : يا حبّذا نحن تونا نعرف المسألة. والله ما جابنا إلى هذا المكان إلّا افترى وتزوير الأشرار والبعيد ما يدري ، وأنت رجعنا وكل العسكر والله ما فيهم واحد ما يتكلم عن ألف رجال ، نحن وش لقينا في نجد الأسباع وأخوال السباع. الله يشتم من دخل على الدولة وحسن لها أمر نجد.
فهمّ ابن سعود يشيلهم إذا في هاك الوقت حرب مقبلين كلهم يبون الكيل من القصيم ، وإذا شيوخهم قادمينهم وطابين على ابن سعود بالبكيرية ، شيوخ عوف ، وشيوخ بني عمر ، أكثر من خمسة عشر شيخ ، ثم وصلت المدايد عقبهم فقبض ابن سعود على الشيخان كلهم ، وقال : أنتم يا حرب الذي شلتوا العسكر من المدينة ـ شيلوهم ورجعوهم إلى المدينة صخرة ، وأنتم يا الشيوخ مربوطين عندي والله ما يفتخت منه العسكر واحد أو شي من أشياهم إني معاهد الله ، إني لا أقطع رؤوسكم كلكم يا هالشيوخ.