ليلة النصف يهجمون على بريدة وإلّا عنيزة والعلم أكيد ـ وهو كذاب ـ وابن مهنا استخف.
ومن قبلها بيومين أرسلوا العسكر يريدون طعام من عنيزة وقالوا : ما عندنا شي قطعا إلى حدّ أنهم قالوا : نشتري صاع الحنطة بليرة ، فقالوا لهم : ما عندنا شي أبدا؟ ثم طب عنيزة ظابط معه دراهم يريد الشراء في كل حال ، وقدم بخشيش للأمير ولا حصل له شي ، ثم أقبل جملة عسكر قدر ماية وخمسين نفر معهم نقود يريدون يشترون ، وأن ما حصلوا فلو يأكلون بروسهم سبب أنهم ذهبوا بالشيحية ، والقصيم منع عنهم كله ، ولما أقبلوا ووصلوا الوهلان عن البلاد قدر ساعة إلّا ربع أرسلوا طارفه لابن سليم ، وقالوا : وصلنا إلى هذا المكان ونريد ندخل البلد ، نقضي بعض حاجات قاصرة علينا. أرسل لهم ابن سليم قال : حدكم مكانكم هذا لا تقدمون البلد ، ترى إن قدمتم فأنتم مذبوحين ، فامتنعوا بالوهلان أحسو فيهم أهل الطمع وظهروا عليهم وقعدوا لهم بالشحر ، ومن قام من العسكر يقضي حاجة أخذوا سلاحه ، بقوا يفتتون العسكر ولكن شافوا الأمر يزيد عليهم ، ولما صار آخر النهار قاموا ناحرين عنيزة يبون يزينون رؤوسهم وذلك يوم ١٤ رجب ١٣٢٤ ه.
بآخر ذاك النهار (١٤ رجب) ورد على ابن سليم كتاب من ابن مهنا يقول : إنه لنا بالشيحية طارفه ، وجانا وسط هالنهار في هذا الأمر عبد العزيز ياعصابه وراسي إنه كان أنهم عليكم فحنا نمدكم ، وإن كان أنهم علينا فمدونا ، والعلم أكيد ، العسكر ومتعب ابن رشيد ، وعدهم ليلة النصف ، وهذه ليلة النصف. ولما فرغ من قراءة الخط ، وإذا الصياح ، فسأل عن السبب قالوا : العسكر دخلوا الديرة قال : إنا لله وإنا إليه راجعون