مشاعيب سحوا واجعلوا الستور واحد |
|
مشاعيب رأس الشيخ نهض مقامه |
وأخذ نحي فيها هذا المنحى ثم إنهم كاتبوا بني خالد أهل الجناح وطلبوا مساعدتهم فأجابوهم وواعدوهم يوم معلوم فجاؤا فيه وسطوا على حسن بن مشعاب وقتلوه ، واستولوا على عنيزة جميعها سنة ١١٥٥ ه ، وأجلوا الجراح عنها وغرسوا أشجار نخلا ، ولكن رشيد بن محمد بن حسن بن معمر الجراح لم يمهلهم وسطى عليهم سنة ١١٥٦ ه ، واسترجع محلتهم المليحة وملكها ، وتولى الإمارة في عنيزة وعقد صلحا مع بني خالد أهل الجناح ، وهدأت الأمور وسكنت الأحوال ، وتفرغوا لشؤون فلاحتهم ، وغرس آل زامل وآل أبا الخيل أملاكهم في المسهربة والهيفاء فنمت أحوالهم وأموالهم واتسعت أمورهم بفضل حسن السياسة. فكان رشيدا هذا من أحسن الأمراء سيرة وأبعدهم نظرا ، بقيت الحالة نحو عشرين سنة على أفضل ما تكون من الأحوال ، ولكن خصوم الأميران لم ترق لهما هذه الحالة ، وساءهم أن تكون هذه الصحة على أيديهما ، فما زالوا يبثون الدسائس حتى أثاروا عليهم العامة فاتفق رجال من بني خالد من جماعة خراج ورجال من آل أبو غنام وآل زامل على قتل الأميرين فقبضوا عليهما وقتلوهما في السوق في مجلس عنيزة كما يقتل المخرجين ، فثارت الفتنة بين الفريقين ورجعوا إلى ما كانوا عليه في سابق عهدهم وكان قتلهما سنة ١١٧٤ ه.