إلى جهة الحجر الأسود أطلق رجليه للريح قاصدا النجاة بنفسه فصرعه رصاص بنادق الشرطة والحرس الملكي فسقط على الأرض وهو ينازع ، وظل على قيد الحياة ما يقرب من ساعة تمكن المحققون في أثنائها من معرفة اسمه وهو علي.
ولم يمكن أن يعرف ساعة الحادث شيء يدل على هويتهم إلّا أن ملابسهم وخناجرهم تدل على أنهم من الزيود اليمانيين ، وتتراوح أعمارهم بين الخامسة والثلاثين والخامسة وأربعين.
وفي هذا الأثناء أخطر مدير الشرطة العام مهدي بك بالأمر في (منى) فحضر على رأس قوة كافية من الشرطة ، وشرع في إجراء التحريات والتحقيقات لمعرفة شخصية الجناة والتحقيق عن الأسباب الدافعة لهم على ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء ، وسط بيت الله الحرام وبقرب الكعبة الشريفة ، وفي ذلك اليوم المبارك.
وقد حصل هياج شديد بين حجاج بيت الله الحرام واشتدت نقمة الشعب والجند حينما عرف أن الجناة من أهل اليمن وكاد أن يحصل ما لا تحمد عقباه لو لا أن تدارك جلالة الملك الأمر بحكمته وأصدر أمره الكريم المشدد إلى قواد جنده الموجودين في مكة وإلى مدير الشرطة العام بالاهتمام بصيانة أرواح الحجاج اليمانيين من الاعتداء ، واتخاذ كافة التدابير التي تقضي على كل من تحدثه نفسه بتخديش حرمة الحرم وإقلاق حجاج بيته الحرام ، وكان لهذه التدابير العاجلة حسن الأثر في منع وقوع أي حادث من حوادث الاعتداء فقضى الناس مناسكهم وأتموا حجتهم بكل راحة وطمأنينة ولله الحمد والمنّة ، وقد بثّ مدير الشرطة العام عيونه