فجوة حجر إسماعيل الشامية منتضبا خنجره وهو يصيح بصوت مرتفع ، وبكلام غير مفهوم تماما ، فقابل لدى خروجه أفراد الشرطة الذين يسيرون في مقدمة الموكب الملكي فمسك به أحدهم قاصدا ردّه ، ولكن المجرم عاجله بطعنة من خنجره فوقع الشرطي الشجاع أحمد بن موسى العسيري على الأرض ودمه يقطر ، فأمسك بالمجرم شرطي آخر مجدوع ابن شبابة ولكنه أصيب بطعنة من خنجر المجرم فمال إلى جانب رفيقه ، وفي هذه اللحظة شوهد رفيق للمجرم الأول يتقدم من خلف الموكب والظاهر أنه خرج من الفجوة الأخرى لحجر إسماعيل وجاء من جهة الركن اليماني إلى قربة الحجر الأسود ، فاستعد رجال الحرس الملكي ببنادقهم إلّا أن جلالة الملك أصدر أمره المطاع في تلك الساعة الرهيبة الحرجة بأن لا يستعمل الحرس البنادق والرصاص إلّا حين الضرورة القصوى ، فلما تبين أن المجرم الأول قد طعن شرطيين باسلين ، وأن المجرم الثاني على وشك أن يصل إلى سمو ولي العهد تقدم عبيد الله البرقاوي أحد الحارسين الشخصيين لجلالة لملك من المجرم الأول ، وأطلق عليه بندقيته قبل أن يتمكن من ارتكاب جنايات أخرى فخرّ صريعا عند مدخل حجر إسماعيل ، وأما المجرم الثاني فإنه تقدم مشهرا خنجره أيضا وكاد أن يطعن سمو ولي العهد طعنة نجلاء إلّا أن خير الله الحارس الشخصي لسموّه عاجله برمية من بندقيته ، فأردته قتيلا في الوقت الذي لامس خنجره أسفل الكتف اليسرى لسمو الأمير سعود ، فلم تحدث الطعنة سوى خدش بسيط ولله الحمد والمنّة.
وحينما رأى المجرم الثالث ما حل برفيقيه وكان قد خرج على ما يظهر من حجر إسماعيل مع المجرم الثاني واتجه من جهة الركن اليماني