وكمن لهم في بطن نخل قرب الخرمة ، فلما وصلت حملة الشريف وقعت في الكمين ، فوضع السيف فيها وفتك برجالها ، وغنم ما معهم من سلاح ومعدات ، فكبر ذلك على الملك حسين ، وجهز حملة ثانية ضعفي الحملة الأولى في عددها وعداها ، فلما اقتربت هذه الحملة من الخرمة استعد لها خالد بمن عنده ، واستنجد بعض البوادي التي حوله ، فلما كان قبل الفجر هجدهم في منزلهم ، فأبادهم وغنم ما معهم وأصيب قائد الحملة في فخذه ، وكان لانتصارات خالد وقع عظيم في البادية ، فالتف عليه كثير من البوادي التي حوله.
أما الملك حسين فقد اضطرب من هذا الخذلان الجديد الذي أصابه من هذه الشرذمة القليلة وساءه ، وهو ملك العرب الأكران يتجاوز عن هذه الإهانات المتكررة فأمر بإعداد حملة ثالثة ، عقد لواءها للشريف شاكر بن زيد ، وعهد إليه بالتنكيل بهذه العصابة الخارجة عن الطاعة.
سافر الشريف شاكر بقوة يتفاوت عددها بين الثلاثة والأربعة آلاف ، ومع قسم من قبيلة عتيبة ، فبلغ خالدا مسير هذه لحملة فلم يشأ أن يمهلها حتى تصل حدود بلاده ، بل قصر الطريق عليها وهاجمها بعد مبارحتها وإن ما كادت المعركة تبدأ حتى انهزم جيش الشريف وتركوا ما معهم غنيمة لعدوهم ، ورجعوا إلى مكة بعد أن ضاعوا جميع ما معهم ، فأضاع الملك حسين صوابه وأراد معاندة الأقدار التي حالفت عدوه وأبى إلّا أن المضي في هوسه حتى ينتقم من خصمه أفظع انتقام فجهز على الأثر حملة رابعة جميها من بوادي الحجاز من بني سفيان ، وهذيل وثقيف وبني سعود حرب الحجازية ، وعسكر من أهل بيته ، وكان عدد الجميع يتراوح بين الخمسة والستة آلاف وولى القيادة صهره الشريف عبد الله بن محمد الشريف