فأجابه الشريف عبد الله بالرغم من تحذير بعض الأشراف له ، فشرط عليه أن يمر بمكة ويزور الملك حسين بطريقه إلى بلدة.
وذلك أن الشريف عبد الله قد كتب إلى والده بمسألة خالد ، وأبدى تخوّفه من انتفاضه ، وأراد أن يكون لوالده ما يرى من التدبير ولكن خالدا لم يغب عن باله ما يدبره له الشريف ، فرجع توا إلى بلدة الخرمة فجمع رجاله فيها ، وأخبرهم بما كان بينه وبين الشريف ، وأخبرهم بما عزم عليه من الخلاف للشريف ، فوافقوه على ما أراد ، وكاتب الإمام عبد العزيز وأخبره ما كان من أمره مع الشريف ، وما اعتزم عليه وأنشأ معه علاقات ودية ثم وفد على ابن سعود في آخر هذه السنة فأكرم الإمام وفادته ، واستقبله استقبالا يليق بمقامه ، وأغدق عليهما الانسامات الكبيرة. ذلك لأن خالدا وآباءه وأجداده على صلة حسنة مع آل سعود قديما ، وكان آل سعود يحفظون لهم هذا الولاء ويعرفونه لهم ، فرجع إلى الخرمة مزودا بالصلات ومشبعا من الآمال.
وبعد رجوع خالد من الرياض خامرت الشكوك الملك حسين من نوايا خالد ، فكتب إليه يأمره بالحضور لديه. فاعتذر بأسباب تقضي ببقائه فكرر الطلب ، فكرر خالد الرفض فأصدر الملك حسين أمرا بعزله ، وعيّن أحد ابني عمه في مكانه ، وهو شريف من أهل الخرمة فلم يعارض خالد بذلك ، فوصل الأمير الجديد ولكن لم يبق له نفوذ ولا وجاهة ، فلم يطق الأمير الجديد البقاء طويلا ، بل كتب إلى الملك حسين يستعفيه ويقول إن خالدا لم يبق لي كلمة مسموعة ، فعلم الملك حين لا يفيد من مثل هذه الأساليب ، لجأ إلى القوة فجهز حملة بقيادة الشريف حمود بن زيد بن فواز ، ومعها مدافع رشاشة ومدفع جبلي فبلغ خبرها خالدا ، فخرج بقوة