شبه دائرة استخبارات في العراق بل في نفس دوائر الحكومة ، فكان هو العامل الأول على حمل ابن سعود على شيلهم من عنيزة وإبعادهم عنها.
سعى محلهم في الحجاز لدى عون الرفيق شريف مكة ، يومئذ ورجوا منه أن يبذل نفوذه ، ويسعى في سبيل إطلاقهم فأجابهم الشريف ، وكتب لابن سعود كتابا أرسله مع رسول خاص يتشفّع فيهم ، ويرجوا إطلاق سراحهم ، فكتب إليه ابن سعود كتابا رقيقا ، وأوعده أنهم سيرجعون إلى وطنهم بعد انتهاء الحوادث الجارية بيننا وبين ابن رشيد.
فلما فشلت مساعيهم من هذه الجهة سعى محلهم بالبصرة لدى نقيب البصرة ، ورجاه أن يتوسط لدى ابن سعود ، فأجابهم وهو لا يعلم أنّ الشريف قد سبقه إلى ذلك ، فكتب إلى ابن سعود ، بهذا الخصوص وأرسله مع رسول خاص ، فأمله ابن سعود ولم يبعده على أن جعل الأمر إلى غيره ، وقال أن أمرهم إلى جماعتهم أهل عنيزة ، وسنراجعهم ، فكتب إلى أمير عنيزة وجماعته ، يبلّغهم بوساطة النقيب وطلب أن يبدوا رأيهم في ذلكد فجاءه الجواب منهم مفوّضين فيه الأمر لما يراه ، ولا يسعهم غير ذلك.
دفع النقيب بحجة المراجعة ، وتغافل بعد ذلك لأنه خرج غازيا في ١٣ رمضان بعد وصول الجواب بيوم ، فشلت وساطة النقيب كما فشلت وساطة الشريف ، ولكن ذلك لم يثن عزمهم ، فكتبوا إلى الشيخ عبد العزيز ابن علي بن إبراهيم يرجونه أن يكتب إلى الشيخ قاسم بن ثاني أن يتوسط لدى ابن سعود ، وكان بينهم وبين ابن إبراهيم روابط وثيقة من جهة ابن رشيد ، وبين ابن إبراهيم والشيخ قاسم بن ثاني روابط تجارية ، قديسة ،