اهتمت الحكومة التركية للأمر الواقع في نجد ، ولكنها راغبة في السلم ، وقد علمت بعد مفاوضة الإمام عبد الرحمن كثيرا مما كانت تجهل ، فأرسلت المشير أحمد فيضي باشا ومعه ثلاثة طوابير من العسكر وخمسة مدافع من بغداد ، وأرسلت صدقي باشا ومعه طابورين خرج الأول من العراق وخرج الثاني من المدينة.
ولم ترسل الحكومة هذه القوة رغبة في الحرب ، وإنما أرادت تعزيز جانبها عند المفاوضات السلمية ، ولكن ابن رشيد ظنّ أنّ هذه العساكر لم تخرج إلّا لمساعدته ، فشّد رجاله وقابل فيضي باشا بمنتصف الطريق الطريق على خضرا ولينة الماءان المعروفان ، فتفاوضا واختلفا ، فكانت خطة ابن رشيد مخالفة للخطة التي جاء فيضي لأجلها ، فرجع ابن رشيد وزمّ مطاياه نحو صدقي باشا ، فقابله وفاوضه فلم يجد عنده ما يحب ، فرجع ساخطا عليهما ، وتحقق لدى فيضي صدق ما قال الإمام عبد الرحمن في مقاصد ابن رشيد ، وثبت عنده أن ليس لابن رشيد قصد إلّا الانتقام والبطش بأهل القصيم خاصة وبأهل نجد عامة ، فنبذه وتقدم المشير إلى القصيم ، وكان عبد العزيز بن سعود قد خرج من الرياض عند ما سمع بخروج فيضي باشا ، ونزل العمار القرية المعروفة في ناحية السر.
فكتب إليه المشير كتابا يوضّح له خطته ، ويقول : إنه ما جاء محاربا بل مسالما ولست محققا مقاصد ابن رشيد ، وطلب منه أن يلزم مكانه ولا يتقدم ، ويرسل أباه عبد الرحمن ليوافيه إلى عنيزة للمفاوضة ، فأجابه عبد العزيز إلى ذلك.