وكتب أهل القصيم إلى ابن سعود يخبرونه بقرب وصول المشير ويستفهمون منه عما يجب أن يعملوه ، فأجابهم أن يخلدوا إلى السكينة فلا يأتون عملا عدائيا أثناء المفاوضات.
وكتب المشير كتابا إلى أهل بريدة ، وآخر مع فهد بك الهذال لأهل عنيزة يطلب مواجهتهما ، فأرسل صالح الحسن أبو الخيل الشيخ عبد الله بن عمرو ، ومحمد العلي أبو الخيل مندوبين من قبله ، وأرسل أهل عنيزة عبد الله بن محمد العبد الكريم القاضي مندوبا من قبلهم ليروا ما عنده ، فأراد مفاوضتهم في مسألة القصيم ، ورغبة الدولة بفصله عن ابن رشيد وابن سعود ، وإبقائه على الحياد ، فقالوا : إننا لا نملك المفاوضة بهذا الخصوص ، فإن ذلك راجع إلى ابن سعود ، فرجعوا من عنده بدون نتيجة.
قدوم الإمام عبد الرحمن إلى عنيزة
وقدوم المشير أحمد فيضي باشا إلى عنيزة
رحل المشير ونزل قرب بريدة ، وخرج إليه صالح الحسن ووجهاء أهل بريدة وخاطبهم في مهمته ومقاصد الدولة الإصلاحية ، فأجابوه إن كان الأمر بيننا وبين الدولة ، ولا لابن رشيد مدخل في شيء من الأمور ، فنحن سامعين ومطيعين ، وإن كان دولتكم ، إنما أتيتم لتأييد سلطة ابن رشيد ، فهذا مما لا نقبله ولا نرضاه ، فطمأن خواطرهم أنه لا يقصد شيئا من ذلك ، ثم شدّ ونزل قرب عنيزة بين الوادي والديرة ٤ صفر ، فخرج إليه الأمير عبد العزيز آل سليم ، وأعيان جماعته وخاطبهم بمثل ما خاطب به أهل بريدة ، وأجابوه بمثل جوابهم ، وكان الإمام عبد الرحمن قد أقبل