والنفوذ في دوائر الحكومة ، وقد ذكرنا في حوادث السنة الماضية قبضه على رؤسائهم وإرسالهم إلى الرياض.
وفي ٣ محرم سنة ١٣٢٣ ه : أرسل ابن سعود حمود البراك أحد خدّامه ، فقبض على فهد بن عبد الله العبد الرحمن ، وفهد العبد الله المحمد ، وصالح المحمد آل محمد وابنه عبد العزيز ، وفهد الحميد ، ومحمد البراهيم ، وعبد العزيز العبد الله المحمد ، ومحمد العبد المحسن ، وسار بهم إلى الرياض ، فلما وصلوها أرخص ابن سعود لفهد العبد الله المحمد ، ومحمد العبد المحسن فرجعا إلى عنيزة.
وفي شهر محرم في هذه السنة سار ابن رشيد من الكهفة غازيا ، وأغار على الحميد من ابن مطير ، وهو نازل بأطراف الأسياح ، وأخذه ورجع ، وفي رجوعه صادف جماميل من أهل بريدة يحشون ، أي يقطعون الكلأ (العشب) ، منهم أناس مستأجرون ومنهم من يعمل لنفسه ويبيع ما يحصّل من العشب ليقتات بثمنه هو وعائلته ، وهم نحو أربعين ، فقبض عليهم وجعلهم صفّا واحدا ، وأخذ يقتلهم ، وفيهم شيخ كبير وابن له مراهق بعينه ، فقال لابن رشيد : أنا داخل على الله ثم على الأمير أن تترك ابني ليعول ثمانية نسوة ليس لهن عائل غيري وغيره ، فما كان منه إزاء هذا الاسترحام إلّا أن قتل الابن بين يدي أبيه وألحقه به ، فشاء الله أن يكون مصرعه في مكان هؤلاء الشهداء على دور السنة فانظر عاقبة الظلم.
ذكرنا في حوادث السنة الماضية مواجهة الإمام عبد الرحمن إلى والي البصرة ومفاوضتهما ، وقلنا إنه توقف الفصل في الأمور لمواجهة المشير فيضي باشا ، لأنه قد تعين للنظر في أحوال نجد وإصلاحهم ، وقد