فوصل الكويت وسار معه الشيخ مبارك الصباح ، فنزلا بموضع يبعد ساعتين عن الزبير ، فاجتمعا هناك بالوالي ، وبعد المفاوضات في أمور نجد طلب الوالي أن يكون القصيم على الحياد ، أي أن يتكون من منطقة حياد مستقلة تقوم حاجزا بين ابن سعود وابن رشيد ، وأن يكون للدولة فيها مركز عسكري ومستشارون ، فلم يوافق الإمام عبد الرحمن ، وصار مباحث في شؤون أخرى اتضح فيها للوالي كثيرا مما يجهل من أمور نجد ، ولم يتّفقا على شيء ، إلّا أنهما جعلا فصل الأمور مرتبط بمواجهة المشير أحمد فيضي ، لأنه قد تعيّن للنظر في أحوال نجد وإصلاحاته ، فرجع الإمام عبد الرحمن إلى الرياض.
حوادث الحجاز
حصل في هذه السنة والذي قبلها والذي بعدها حوادث أثارت الرأي العام الإسلامي ، وخاضت الجرائد في هذه الحوادث ، وتركنا شرحها لموضعه من الكتاب عند كلامنا على الحجاز.
حوادث سنة ١٣٢٣ ه
وفي أول هذه السنة ، بلغ ابن سعود أنّ المشير أحمد فيضي باشا على وشك المنسير من العراق ، ومعه قوة ، وأنّ صدقي باشا سيخرج من المدينة ومعه عسكر ، وكان يعلم أنّ فيضي باشا قد تعيّن للنظر في أمور نجد وإصلاحاته ، ولكن رابه الأمر في سوق العساكر من العراق ومن المدينة ، فظن أنهم إنما جاؤوا لتنفيذ إرادتهم بالقوة ، وخشي من التفاف ابن رشيد معهم ، فاحتاط للأمر ، وكان يتّهم آل بسام في أنهم هم الساعون في إخراج العساكر إلى نجد مساعدة لابن رشيد بما لهم من المقدرة