لرؤساء العشائر عن يد وهم صاغرون ، فكفّت أيدي البادية ، ورأى الحجاج من العزّة والاحترام ما لم يروه قبل.
وهذه قضية مسلّمة يقرّ ويعترف بها حتى الخصم نفسه ، فنسأل الله جلّ جلاله أن ينصر دولتنا العلية ورجاله الصادقين ، ويلهمهم السلوك في طريق الرشاد ، فيصلحوا ذات بين الفريقين وتحفظ الدولة العلية لنفسها حقوق سيادتها المقدسة في الجانبين ، كذي قبل ، وإذا اختلف أحد منهم عن إرادتها وخالف رضاءها العالي إذ ذاك ، فلها أنّ تؤنّب وتعنّف وتؤدب بما شاءت وكيفما شاءت وهي ذات السلطة المطلقة في جميع ممالكها المحروسة. انتهى باختصار.
أرسل ابن سعود هذه التلغرافات فأثمرت الثمرة المطلوبة ، لأن الحكومة قبلتها وأصغت لما فيها ، وأثر في سياستها نحو ابن سعود ، ففي شهر شوّال ، أي بعد شهر من إرسال التلغرافات ، بعثت إلي عبد العزيز بن سعود بواسطة الشيخ مبارك الصباح تقول : إنها تريد أن تفاوض أباه عبد الرحمن الفيصل ، وطلبت أن يوافي والي البصرة بالقرب من الزبير ، فأجابها الإمام عبد الرحمن إلى ذلك ، وسيأتي ذكر المفاوضات بموضعه من هذا الكتاب إنشاء الله.
خرج ابن سعود من الرياض في ١٣ رمضان غازيا وليس معه إلا أهل الرياض ، وقليل من البادية ، فأغار على برغش بن طوالة من شمر ، وهو نازل في (لينة) الماء المعروف ، وأخذ عليه إبلا كثيرة ، وعاد إلى الرياض ودخلها في ٢ شوال.