جميع النواحي ، فلا يعلم حتى أخص أقرباءه وأصدقاءه بشيء مما يعمل.
فسافر وأشاع أنه يقصد الهند لترويح النفس ومنها إلى أوروبا ، ومن أغرب الأمور أن تأتي البرقيات من الهند مخبرة عن وصوله إليها وسفره إلى أوروبا ، بينما هو قد نزل بلاد العجم وذهب إلى هنديان العثور وألف جيشا مسلحا.
هجوم يوسف على الكويت
شحن أربعة عشر سفينة من الجنود المسلحين وسار بهم يقودهم بنفسه إلى الكويت ، خرج بأسطوله البحري دون أن يعلم عنه أحد من أصدقائه ولا أعدائه إنه عمل غريب يشبه ما في الروايات الخيالية ، ولكنها حقيقة واقعة لا ريب في صحتها ، كاد يفوز في عمله لو لا غلطة بدرت منه هدمت آماله وأحبطت مساعيه من أساسها.
١٣١٥ ه
حملة يوسف بن إبراهيم على الكويت
فقد كان آمنا مطمئنا حينما فشلت مساعي خصمه في العراق ، بل وثق أن خصمه غادر هذه القارة إلى قارة أخرى يندب حظه ، فلم يرعه إلّا وعلي أبو كحيل النذير قد جاء ينبهه من غفلته ، ويخبره أن عدوه الألد على بضعة أميال يقود أسطولا بحريّا أعده للهجوم عليه. وهذه الغلطة من يوسف هي التي أحبطت مساعيه ، ذلك لأن يوسفا عند ما طاح بأسطوله من الشط صادف علي أبو كحيل شاحن حبوه إلى البحرين فأسروه ولكن تشفع فيهم أن يطلقوا سراحه ، ذهب إلى البحرين فأطلقوا سراحه بعد أن عاهدهم على أن لا يرد عنهم منبرا ، فما كاد يختفي عن أنظارهم حتى سبقهم إلى الكويت وبلغ خبرهم ، ذهب مبارك مذعورا فأمر بالنفير العام ،