الكويت فلم يجدوا منه ميلا إلى ذلك وألح عليه حمود وبالغ في ترغيبه ، فما كان منه إلّا أن أخرج له صورة المضبطة التي قدمها مبارك بإلقاء تبعة القتل عليه ، وقال : كيف تطلب مني الرجوع والثقة على نفسي منكم ، وهذا عملكم معي تشهدون علي بأني أنا القاتل ، فهل بلغت بي البلاهة إلى هذا الحد الذي تريدون أن ألقي بنفسي بين أيديكم ، فما كان من حمود إلّا أن أنكر علمه بهذه المضبطة ، وقال : قد يكون مبارك هو المزور لها على ألسنتنا ، قال يوسف : وها أنتم تدعوني إلى الرجوع إليه وهذا عمله ، فهل تظن أن من أقدم على سفك دم أخويه يتورع عني ، فهذا أمر لا سبيل إلى الكلام فيه فرجع الوفد.
محاولات أخرى
ولما لم يفد مساعي مبارك مع يوسف أرسل يوسف الخميس إلى بومبي لمقابلة الشيخ محمد والشيخ عبد العزيز آل إبراهيم أصحاب البيت المشهور في بومبي يرجوهم أن يكفّوا يوسف عن العمل ضده. ولم يلق نجاحا ، فأرسل أخيرا إليهم عبد العزيز الصميط لهذه الغاية فأجابوه كما أجابوا الأول : بأن يوسفا حرّا في تصرفاته ، وليس باستطاعتنا منعه ، ففشلت أعمال مبارك من هذه الناحية ، فركن إلى السكون وقد اطمأن باله من جهة الحكومة التركية في العراق.
يوسف بن إبراهيم يحاول العمل
لم يكن فشله بالعراق بالذي يفت عضده عن العمل ، ولكنه تظاهر بالسكون ليخدع خصمه ، وأخذ يعمل سرّا ، وجعل التكتّم سياجّا لأمره ، وكان من أقدر خلق الله على التكتم ، فكان الغموض يحيط به وبأعماله من