معه أهل القصيم ما عدى أهل عنيزة ، وكان عبد الله الفيصل قد تقدم ونزل أم العصافير في حمادة سدير ، فأقبل ابن رشيد وحسن المهنا ونزلا بالقرب منه فتصافا للقتال واقتتلوا قتالا شديدا صبر فيه الفريقان ، وقتل من الطرفين قتلى كثيرة ، ثم انهزم جيش عبد الله الفيصل ودخل هو إلى الرياض.
وكانت هذه الوقعة هي آخر غرة. ومن أشهر من قتل من جند عبد الله عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبا بطين وعقاب بن حميد رئيس برقا من عتيبة أقام ابن رشيد في موضعه وأرسل إلى أمراء بلدان الوشم وسدير ورؤساءهم يأمرهم بالقدوم إليه للمبايعة فأتوه وبايعوه ، فعزل أمراءهم الذين من قبل عبد الله ابن الفيصل وجعل في كل بلد أميرا من قبله سواء أكان من أهل البلد أو من رجاله ، فلما تم ترتيب الأمور قفل إلى بلاده.
وكان أولاد سعود بن فيصل لا يزالون متغلبين على الخرج ولم يدخلوا في شيء من أمور عمهم عبد الله ولم يتعرض لهم ابن رشيد ، ومع ما بينهم وبين عمهم عبد الله من الاختلاف فقد ساءهم دخول خصم ثالث في أمور نجد خصوصا وأن هذا الخصم أجنبي عنهم فخافوا أن يخرج الأمر عن آل سعود ، فقام أحدهم محمد وطلب من إخوته الاتفاق مع عمهم وجعل يدهم واحدة على هذا العدو الجديد فلم يوافقوه ، فخرج بنفسه وقصد عتيبة يستنجدهم على ابن رشيد ، فاجتمع عليه عتيبة الروقة وبرقا لميلهم قديما وحديثا إلى آل سعود ، فبلغ ابن رشيد اجتماعهم على محمد بن سعود بن فيصل.
وقعة عروى
خرج ابن رشيد من حايل في قوة ومعه باديته ، وانضم إليه حسن المهنا بأهل القصيم ، وقصدوا محمد بن سعود ومن معه من عتيبة والتقوا