رشيد على نفسه عهدة تأديبهم ، وبدأ يعمل لتقوية سلطته ، ولكن كان حسن المهنا حاجزا بينه وبين ما يريد ولديه قوة لا يستهان بها. فأراد التقرّب من حسن واستخدامه لغايته ، فعقد بينه وبين حسن محالفة على أن تكون يدهما واحدة. وهذه المحالفة أطلقت يد ابن رشيد في العمل ، فأخذ يشن الغارات على القبائل وساعده الأيمن في ذلك حسن المهنا وأهل القصيم.
وكان في كل غاراته موفقا كل التوفيق ، فهابته القبائل ، وقدم كثير منهم إليه ، ولجأ إليه بعض أهل الوشم وسدير وقدموا له الطاعة. وبدأ نجمه يتلألأ في سماء نجد ، وكان عبد الله الفيصل في الرياض وأولاد سعود بالخرج ، لا يستطيع أحد منهم أن يعمل عملا بينما ابن رشيد مجدا في إضعاف نفوذهم وتأييد مركزه بالرغم مما يتظاهر به من العطف على عبد الله وأنه إنما يعمل لتأييد مركزه أي مركز عبد الله.
حوادث سنة ١٢٩٥ ه
كانت عنيزة خارجة عن هذا التحالف ومسالمة للفريقين ، ولكن هذه المسالمة لم تمنع عنها اعتداء البوادي الذين لا يفهمون لذلك معنى ولا يردعهم ، إلّا القوة ، فصاحب عنيزة ليس له بيرق (علم) يقويه على البوادي فهو طعمة سائغة بنظرهم. فلا ابن سعود يحميه ولا ابن رشيد يدافع عنه.
على هذه النظرية أغار حزام بن بشر رئيس آل عاصم من قحطان على إبل لأهل عنيزة فأخذها. فأرسل إليه زامل رسولا يطلب منه أداء ما أخذ من حلال أهل عنيزة فرفض ذلك ، فجهز زامل جيشا لا يقل عدده عن ستمائة ذلول ، فخرج من عنيزة قاصدا قبيلة حزام بن بشر. فأرسل رسولا ثانيا بكتاب إلى حزام يكرر فيه الطلب بإرجاع ما أخذه ، وكان قصده يدخل