وقعة طلال
جمع ابن ربيعان رؤساء قومه فاستقر رأيهم أن يرسلوا أموالهم وعائلاتهم ومعهم بعض القوة إلى محل بعيد يتحصنون فيه ويبقى أهل النجدة على أهبة الاستعداد ، فأبعدوا أموالهم وأولادهم إلى وسط نجدة وبقي موضعهم ثمانمائة مقاتل من أهل النجدة ، فلما أصبحوا استعدوا لمقابلة العدو ، كل رئيس على قسم منهم ، فلم يلبثوا حتى بدت طلائع سعود ، وكان مع سعود ما لا يقل عدده عن ثلاثة آلاف مقاتل ، فوقع القتال الشديد من الصبح إلى وقت الظهر ، ثم انهزم جيش سعود هزيمة شنيعة ، واستولى الروقة على جميع مخيم سعود بما فيه وكثيرين من الخيل والجيش ، ثم تبعوا المنهزمين مسافة بعيدة وقتل من جند سعود قتلى كثير ، وهلك أناس ظمأ ، وتفرق الباقون شذر منه ، ولم تقم لسعود بعد هذه الوقعة قائمة ، ودخل سعود الرياض ممن سلم من جيشه وقد أصيب بجرح بليغ فحملوه إلى الرياض.
وفي هذه السنة توفي الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر صاحب التاريخ المشهور (عنوان المجد في تاريخ نجد) ، كانت وفاته في جمادى الثاني من هذه السنة في بلد جلاجل ، وقد أدرك زمن عبد العزيز بن محمد أواخر حكمه ، وعاصر سعود بن عبد العزيز معرفة عليم ، وعاصر من بعده من آل سعود ، وشاهد حوادث الحروب التي وقعت بين عبد الله وسعود ، ولم يمت حتى شاهد دلائل انحلال الدولة ، ولكنه لم يدخل في تاريخه شيء من ذلك بل وقف عند مسألة تخلى الإمام فيصل عن الأمر لابنه عبد الله ، فلم يذكر حادثة قتل عبد العزيز ، ولا ذكر حرب عنيزة الأول والثاني ، لأن ذلك كله من عمل عبد الله وربما أن لم ير أمر مشروع يدعي