قتل بندر وإخوته ، فرتبوا أمورهم بتلك الليلة وأحكموا تدبير خطتهم ، فلما كان الغد وهو يوم دخول الحاج إلى البلد خرج الأمير بندر وإخوته وبعض خدمه ليستقبلوا الحاج ، فخرج معه محمد وأتباعه وأخذ يباري بندرا وهما على فرسيهما واستأنف محمد استعطاف بندر بالعفو عن الظفير وبندر لم يزل مصرا على رأيه ، فلما أيس منه أخرج سيفه وأغمده برأس بندر وصرعه ، فمال أتباع محمد على إخوة بندر وخدمهم فقتلوهم ، واستولى حمود العبيد على القصر ورجع محمد إلى البلد وأخذ يتتبع أتباع بندر وقتلهم إلّا من هرب ، وتولى محمد إمارة حايل وتوابعها وشمر. وكانت هذه الحادثة بعد وقعة البرّة ، وكان الصراع بين آل سعود لا يزال قائما ودولتهم آخذة بالتلاشي والاضمحلال.
حوادث سنة ١٢٨٩ ه
وفي هذه السنة ، ثار أهل الرياض على سعود بن فيصل لسوء أثره فيهم ، وأخرجوه من الرياض وقد حموا عمه عبد الله بن تركي أميرا فيها ، خرج سعود من الرياض وقصد الخرج ومنها سار إلى الأحساء يستنهض العجمان وآل مرة على الترك ، فاجتمع لديه خلق كثير من البوادي ونزل الحويرث شمالي الحساء فخرج إليه عسكر التركي وهو في منزله وهاجموه وهزموه ، ثم رحل وقصد الأفلاج ، فخرج إليه عبد الله بن تركي ومحمد بن فيصل ومعهما أهل الرياض ، فقاتلوه في الدلم عاصمة الخرج فانتصر عليهم وهزمهم وأسر عمه عبد الله بن تركي ، وسجنه ومات في السجن بعد أيام قليلة ، فبقي في الدلم لأنه قد بلغه أن عبد الله الفيصل دخل الرياض فمشى إليه سعود فخرج إليه عبد الله معه أهل الرياض فاتفقوا بموضع