وفيها وقعة العاتكة التي فتك فيها ابن طحنون أحد رؤساء عمان بالسرية التي أرسلها الإمام فيصل بقيادة سعد بن مطلق المطيري إلى عمان ، فرصد لهم ابن طحنون بالطريق وهاجمهم على غرة ففتك بهم وفر من سلم منهم إلى بلد دبي وفيهم المطير ، وقام معه سلطان بن صقر صاحب الشارقة ، ومكتوم صاحب دبي ، وقصدوا ابن طحنون وحاصروه في قصر البريمي ، وأخرجوه منه واستولوا على بقية القصور التي بيد ابن طحنون ، واستردوا منه جميع ما أخذ من السرية ، ولكن الإمام غضب على المطيري لسوء تدبيره وعزله وحرمه من الخدمة مدة حياته.
١٢٦٥ ه
انتقاض عبد العزيز المحمد وأهل القصيم على الإمام فيصل
ومن الغريب في هذه القضية انتقاض السحيمي أمير عنيزة الذي ما كاد يستقر في إمارته التي منحها إياه الإمام فيصل ، ولم نقف على الأسباب التي أوجبت هذا الانتقاض ومما لا ريب فيه أنها لم يحدث بدون سبب ولكننا لم نقف على تعليل معقول وليس لدينا من المصادر ما نعتمد عليه في استخلاص الأسباب ، فأما عبد العزيز المحمد فيمكننا أن نعزو الأسباب بالاستنتاج الذي نظن أنه يقرب من الحقيقة ، وهو الفتور الواقع في علاقاته مع الإمام فيصل منذ اليوم الأولى من قدوم الإمام فيصل من مصر ، لأن عبد العزيز لما علم بوصول الإمام فيصل خايل استدعى عبد الله بن ثنيان إلى بريدة وتابعه وساعده ، ولما رحل ابن ثنيان من بريدة والإمام فيصل في عنيزة لم يقدم إليه يهنيه بسلامة القدوم ، ولا مد له يد المساعدة ، ورحل من القصيم دون أن يواجهه ، وعمل كهذا لا بد أن يبقى