سعود حسنة طيلة السنوات التي تقدمت اتصاله بالشيخ محمد ، وهذه العلاقات أكسبته نفوذا كبيرا وقوة وتقدمت الرياض في عهده تقدما كبيرا واتسع عمرانها وكثر سكانها ، وصار له شهرة واسعة ، حتى كان يلقب بالشيوخ وهذا لقب في نجد لا يمنح إلّا لصاحب نفوذ عظيم ، وكان قاضيه سليمان بن محمد سحيم ، وهو الذي قاوم الشيخ محمد وجاهره بالعداوة وأشاع عنه المفتريات والأباطيل التي لم يزل أثرها في الأمصار حتى وقتنا هذا.
أما حالة دهام الشخصية فكان من الأمراء الممتازين همة وإقداما ، قوي الشكيمة ، صعب المراس ، صادقا في عداوته ، مراوغا في صداقته ، لا يمنحها إلّا لحاجة في نفسه ، ولا يثبت عليها إلّا ريثما تمكنه الفرصة ، وكان في أحكامه مثله في أخلاقه ، فقد حكي عنه ابن غنام في تاريخه أعمالا تدل على القسوة والغلظة ، ولعل ابن غنام لا يخلوا من بعض التحامل عليه للشيخ ولكنها على أي حال تصور لنا شيئا من أخلاقه ، وعلى أي حال فمن الوجهة التاريخية لا يمكن إغفال أمره ، والتنويه بأعماله السياسية والحربية وإن لم يرق لنا عمله من الوجهة الدينية لأننا نعتبر عمله ومقاومته الشديدة التي دامت سبع وعشرين سنة لم تكن موجهة ضد الدين وإنما هي دفاعا عن مركزه ، لأن إذعانه للشيخ معناه الدخول تحت أمر محمد بن سعود ، ورجل مثل دهام في قوته وعلو همته لا يمكن إخضاعه بسهولته ودليلنا على أن مقاومته لم تكن ضد الدين أن الشيخ محمد أقام نحو ست سنين في حريملا وفي العيينة وهو يثبت دعوته ، ويكاتب علماء البلدان ويكاتبونه ، ويجادلهم ويجادلونه ولم يأبه له أحد من الأمراء ، ولا غيرت شيئا من علاقاتهم بعضهم مع بعض ، لأن المسألة