عنه برز فيه أربعة من الأمراء ، كان مدار التاريخ عن الحديث عليهم والكلام عن هؤلاء الأمراء يضيق ويتسع تبعا لشخصية هذا الأمير وأعماله ولهم خامس ليس بدونهم في القوة ولكن ليس له شيء من صفاتهم من الطموح وقوة الإرادة وسعة المطامع ، ولقد كان أولهم وهو سقوطا وها نحن متكلمون على هؤلاء الأمراء على حسب درجاتهم وأثرهم في المقاومة.
دهام بن دواس
كان أبوه متغلبا على منفوحة كما أشرنا إلى ذلك ، ولما مات تولى بعده ابنه محمد ، فثار عليه ابن عمه زامل بن فارس وأهل منفوحة وقتلوه لسوء أثرهم في البلاد ، وأجلوا إخوانه دهام ، وعبد الله ، وتركي ، ومشلب وفهد ، فاستوطنوا الرياض وكان أميرها يومئذ زيد بن موسى أبو زرعة ، وكان صهرا لدهام على أخته. وسار على زيد رجل من بني عمه فقتله على غير غاية ، فجاء عبد لزيد يسمى خميّس فقتل الرجل وتولى بعد عمه نيابة عن ابنه الصغير وساءت سيرة العبد ، فهم أهل البلد بقتله ، فهرب من الرياض ، فبقيت مدة بلا رئيس ، فتولى دهام بحجة أنه نائب عن ابن أخته إلى أن يرشد ثم يتخلى له عن الأمر ، ولكن تمكن من طرد ابن أخته وأجلاه عن الرياض ، فتآمر عليه أهل الرياض كراهة لولايته لسوء سمعته وحاصروه في قصره وسعوا في عزله فأرسل أخاه مشلبا إلى محمد بن سعود يستنجده ، فأنجده بقوة تحت قيادة مشاري بن سعود ، فشتت شمل أهل الرياض ، وأكرههم على الخضوع لأمر دهام ، وأقام عنده ثلاثة أشهر حتى ثبت مركزه. وكان ذلك حوالي سنة ١١٤٥ ه ولم تزل علاقته مع ابن