فتلقاه أميرها عثمان بن حمد بن معمر بالقبول ، وأكرم نزله وشكر الشيخ عثمان على ما قام به ودعا إليه وطلب منه نصره وتأييده ، فأجابه وساعده وقام بنصرته وعضده في أول الأمر ، فأعلن الشيخ دعوته ، وأخذ ينفذ أوامره ، وقام بقطع الأشجار التي كان للعامة فيها اعتقادات باطلة ، وهدم القباب التي بنيت على القبور ، في الجبيلة منها قبر زيد بن الخطاب رضياللهعنه ورجم الزانية التي اعترفت بزناها ، فاشتهر أمره وطار صيته إلى ما وراء نجد وأخذ يكاتب علماء البلدان ويجادلهم فقامت قيامة بعض علماء نجد خصوصا سليمان بن محمد بن سحيم قاضي دهام بن دواس في الرياض ، فإنه كتب إلى علماء الأمصار يشنع على الشيخ ويفتري عليه ، وأشاعوا عنها إشاعات باطلة وأخذ بضع سنوات ينشر دعوته في المناظرات مع العلماء ، وبلغ الأمر بالمخالفين أن حرضوا عليه الأمراء ، فلم يبلغوا أملهم فيه فداروا بأنظارهم إلى علماء الأحساء يستنجدونهم ، فقام هؤلاء واستنجدوا بسليمان بن محمد بن غرير الحميدي رئيس بني خالد وحاكم الأحساء والقطيف ، وكان له سلطة عليا على أمراء نجد فكتب إلى عثمان بن معمر يأمره أن ينفي الشيخ من بلده فلم يسعه مخالفته فأبلغ الشيخ الأمر الوارد من ابن غرير بشأنه ، واعتذر إليه أنه لا يستطيع مخالفة أمر ابن غرير وسأله عن الذي يختاره ليوصله إليه ، فاختار الدرعية ، فأرسل معه من أوصله إليها ، وكان أميرها يومئذ محمد بن سعود بن محمد بن مقرن ، فنزل الشيخ عند تلميذه محمد بن سويلم العريني ، فضاق به ذرعا خوفا من محمد بن سعود لأن أمر الشيخ قد اشتهر ، ولكنها شهرة ليست بجانبه ، حيث إن علماء السوء قد قلبوا الحقائق وهذا ما دعى ابن سويلم إلى التخوف من محمد بن سعود غير أن ابن سعود أخلف أمل ابن سويلم