البلد واتبعوه واشتهر أمره ، ولكن الرؤساء غالبا يكونوا هم أصل البلاء ، فقد كانت إمارة حريملاء لآل حمد وأبناء عمهم آل راشد وكانوا قسمين ، كل منهم لديه أتباع لا يعارض ، وليس للبلد رئيس واحد يتزعم الجميع ، وكان لأحد الفريقين أتباع يعيثون فيها فسادا ، فأراد الشيخ أن يمنعوهم من ذلك فأحس العبيد بذلك ، وأرادوا أن يفتكوا بهذا الشيخ الجديد الذي جاء يغير عليهم حالتهم ، ويريد أن يصرفهم عما اعتادوا عليه ، فأحس الشيخ بأمرهم فانتقل إلى العيينة فتلقاه أميرها عثمان بن حمد بن معمر بالقبول وأكرمه ، وزوجه عمته الجوهرة بنت عبد الله بن معمر المشهور التي أجارت محمد بن سعود في حادثة زيد بن مرخان الذي سبق ذكرها وعرض على عثمان ما قام به ودعى إليه وطلب منه نصرته فأجابه وساعده ، وقام بنصرته وعضده في أول الأمر ، فأعلى الشيخ دعوته ، وقام بقطع بعض الأشجار وهدم القباب التي بنت على القبور ، منها قبر زيد بن الخطاب رضياللهعنه في الجبيلية ، ونفّذ الرجم في الزانية التي اعترفت بزناها ، فاشتهر أمره وطار صيته ، إلى ما وراء نجد وقامت قيامة علماء نجد وعلماء الأحساء ، وكاتبوا علماء الأمصار وأشاعوا عنه إشاعات باطلة وبلغ الأمر أن استعانوا بسليمان بن محمد بن غرير الحميدي حاكم الأحساء فكتب إلى عثمان بن معمر يأمره بنفي الشيخ أو قتله ، وكان له سلطة على ابن معمر ، فلم تسعد مخالفته فأبلغ الشيخ الأمر ، واعتذر إليه أنه لا يستطيع مخالفة أمر ابن غرير وأخبره بالمحل الذي هو يرغب ، فاختار الدرعية فأرسل معه من أوصله إليها ، فنزل عند محمد بن سويلم العريني فضاق به ذرعا وخوفا من محمد بن سعود لأن أمره قد اشتهر ولكنها شهرة ليست بجانبه ، حيث إن علماء السوء قلبوا الحقائق وهذا ما دعا ابن سويلم إلى الخوف من ابن سعود ، ولكن محمد بن سعود أخلف أمل بن