الرجال وأمان السبل ، وأن الرجال من البوادي وغيرهم يترك خيله وإبله في أي موضع شاء لا يخشى عليها أحدا إلّا الله تعالى ، فانكفوا عما هم فيه وتراجعوا الحديث فيما بينهم شكروا الله تعالى على ما أعطاهم ، وأولاهم من النعم ، وزال عنهم من الظلم والجور والقتال والعدوان والإثم.
وأما الرعية في زمانه فتقدم بيانه في ترجمة أبيه عبد العزيز بما فيه كفاية إن شاء الله تعالى.
وكان الراكب والراكبان والثلاثة يسيرون بالأموال العظيمة من الدرعية والوشم وغيرهما من النواحي إلى أقصى اليمن ، وينبع البحر ، والبر وعمان وغير ذلك. لا يخشون أحدا إلّا الله ، لا مكابرا ولا سارقا.
وأما عماله الذين يبعثهم لقبض زكاة الإبل والغنم من بوادي جزيرة العرب مما وراء الحرمين الشريفين ، وعمان واليمن والعراق والشام ، وما بين ذلك من بوادي نجد ، فذكر لي بعض خواص سعود ممن قد صار كاتبا له قال : كان يبعث إلى تلك البوادي بضعا وسبعين عاملة ، كل عاملة سبعة رجال ، وهم أمير وكاتب وحافظ دفتر ، وقابض للدراهم التي تباع إبل الزكاة والغنم ، وثلاثة رجال خدام لهؤلاء الأربعة لأوامرهم وجمع الإبل والأغنام المقبوضة في الزكاة وغير ذلك ، وذلك من غير عمال نواحي البلدان من الحضر لخرص الثمار ، وعمال زكاة العروض والأثمان وغير ذلك.
وأخبرني ذلك الرجل أن سعودا بعث عماله لبوادي الغز المعروفين في ناحية مصر ، وبعث عماله أيضا لبوادي يام في نجران وقبضوا من الجميع الزكاة.