ثم رحل عن حصار القوم بجميع تلك الغنائم مع البادي والحاضر.
وينزل قريبا منها على بعض المياه فتعزل الأخماس وتباع الغنائم بدراهم ، وتقسم على جميع المسلمين للرجل سهم ، وللفرس سهمان ، ثم يرحل إلى وطنه ، ويأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم.
وأما سيرته في مجالسه للناس وفي الدرس : فهو أنه إذا كان وقت طلوع الشمس جلس الناس من أهل الدرعية وغيرهم للدرس ، في الباطن المعروف بالموسم الذي فيه البيع والشراء ، إن كان في الصيف فعند الدكاكين الشرقية ، وإن كان في الشتاء فعند الدكاكين الغربية.
ويجمع جمع عظيم كل حلقة خلفها حلقة لا يحصيهم العدو ويخلى صدر المجلس لسعود وبنيه ، وعمه عبد الله وبنيه ، وإخوانه عبد الله وعمر وعبد الرحمن وأبناء الشيخ فيأتي أبناء الشيخ ويجلسون ثم يأتي عمه وبنوه وإخوانه ، ويأتي كل رجل من هؤلاء بحشمه وخدمه ويجلسون عند أبناء الشيخ ، ثم يأتي أبناء سعود أرسالا أرسالا كل واحد منهم يأتي بدولة عظيمة من خواصه وحشمه وخدمه ، فإذا أقبل أحدهم على تلك الحلقة لم يقوموا لهم ، وهم لا يرضون بذلك ، بل كل رجل من أهل ذلك المجلس يميل بكتفه حتى يخلص إلى مكانه عند أعمامه ، ويجلس من كان معه في طرف الحلقة.
فإذا اجتمع الناس خرج سعود من القصر ومعه دولة وجلبة عظيمة تسمع جلبتهم كأنما جلبة النار في الحطب اليابس من قرع السيوف بعضهما في بعض من شدة الازدحام ، لا ترى فيهم الأبيض من الرجال إلّا نادرا بل كل مماليكه عبيد سود ، ومعهم السيوف الثمينة المحلاة بالذهب والفضة ،