أول ربيع الأول خرج عقيل من بغداد قاصدا محل مأموريته سوق الشيوخ ، ومما يدل على إقبال سعد الوزير أنه في هذه الأيام وردت بشرى برؤوس قبيلة الأقرع ، وذلك أن المناخور سليمان أفندي كان محاصرا للأقرع ، ومعهم ابن قشعم وقبيلته ومحمد بيك الكتخدا وجنده ورستم وغيرهم من أهل الفساد الروافض ، وكان مع سليمان أفندي قبيلة زبيد المعروفة من كهلان ، وعسكر عقيل وشيخهم جعفر بحيث أن عدد عساكر سليمان أفندي على العشر من أعدائهم ، لكن مع سليمان أفندي أطواب معدة ، فلما التقى العسكران ، ونشب القتال بين الفريقين أرعدت عليهم الأطواب كالصواعق وحصدتهم حصد الزرع فانهزم عسكر الأشقياء ، وفر الكتخدا وشياطينه ، فغنموا منهم العسكر غنيمة كبيرة.
وبلغني ممن أثق به أن من قتل في ذلك اليوم من عشيرة الأقراع يزيدون على الألف ، بل قيل ألفين ، ولما وردت البشرى على الوزير ومعها رؤوس الشياطين أمر ببناء ضارتين من تلك الرؤوس ليكونوا عبرة لغيرهم ثم إن عقيلا أقام في أرض عفك زمانا طيلا تأميلا أن يأتيه أكابر قبيلته ، والوزير المترجم كان ينهاه عن العجلة ، ويأمر بالأناة.
ثم أن الوزير أرسل له عسكرا ورئيسهم سليمان آغا المناخور ليشدوا عضده ، ومعهم من شيوخ أهل البادية صفوق بن فارس الجربا الشمري.
وأما البصرة فإنها في تلك الأيام آمنه [٦٠] بسبب سياسة متسلمها وشجاعته ، وساعده على تأمين أطرافها سكان بلدة الزبير ، وشدّوا عضده ، وقد ذكرت قبلا أن فيصلا نزل دباسلّال وأكثر على البصرة بالغارات ، فلما سافرت أمام مسقط رحل عنها ونزل على أخيه في نهر معقل ، وأشار عليه