الشيخ عقيل بن محمد بن ثامر ، فأكرمه الوزير وألبسه خلعة ولاية بني المنتفق في الرابع عشر من شهر صفر وأعطاه حللا وسلاحا وسيوفا ودراهم ليهادي بها قومه ، فلما ألبسه الخلعة ، وتوجه كتب الباشا إلى متسلم البصرة إنا خلعنا حمودا من الإمارة ، وولّينا عقيلا بدله ، فأظهر هذا الأمر عندك ، وقم على ساق الجد في حماية البصرة ، وما والاها ، فمذ وردت على المتسلم تلك الأوامر أظهره ، وأخذ في التحذر.
فلما تبيّن لحمود عزله خف عقله وطاش لبّه ، فأمر بنيّه ماجدا وفيصلا أن يقصدا البصرة ليستوليا عليها ، فزحفا عليها بعشائرهما ، وندبا لمحاصرتها كل وافضي وإباضي ، فأما ماجد فإنه نزل قريبا من نهر معقل ، وأما فيصل فنزل دباسلال ومعه الإباضية من أهل مسقط ، والروافض قبيلة كعب ، فخرج عليهم من طرف والي البصرة عسكر عقيل ، ونشب القتال بين الفريقين ، واشتدّ وحمي الوطيس ، وأظهر عسكر الباشا الشجاعة التامة ، فكانت الهزيمة على عرب المنتفق ، لكن لما كانت داخل المقتلة التخييل استشهد جملة كثيرة من العسكر العقيليون النجديون ، ثم رجعوا إلى البصرة [٥٩] منصورين غانمين.
وبعد هذه الواقعة اشتدّ عضدهم مع أن فيصلا بن حمود لم يبق أحدا من طلّاب الشر إلّا اشقات به ولا عدوا لأهل البصرة إلّا استنجد به مع أن إمام مسقط ملأ الشطّ بالسفن وساعد ماجدا وفيصلا برجاله وسفنه.
هذا ولما رأى متسلم البصرة ضيق الحال وكثرة الأعداء صالح إمام مسقط بما اقتضاه رأيه ، وعقد معه الصلح ، فسافر وبقي فيصل وماجد بلا مساعد إلّا بعض غواة شياطين وأباش لا خلاف لهم ولا ثبات لهم ، وفي