كرمان ، فمن شرّهم أنه [٤٩] غزا محمد بيك ابن خالد باشا قولاي وعلباد وخانقين ، فقلل من أهلها ونهبهم ورجع إلى بلدة ذهاب ، فأرسل الوزير إليهم سرية من العسكر ، فلم تلحقهم ، وكلما خاطب الوزير والي كرمان ينكر أفعال أمراء الأكراد ويتبرأ منها مع أنه أساسها وموقد نارها لما بينه وبين أهل السنة من العداوة.
فلما يحيى الباشا أرسل إلى الدولة العلية يطلب منها الإذن في محاربة العجم جمارا فجاءه المنشور من الدولة وفيه الإذن بالحرب فحينئذ أمر الوزير عسكر اللاونة والأكراد أن يجتمع منهم ألف وخمسمائة خيال ، وينتظرون في الزنكبار ، فحضروا وانتظروه فلملم عساكره وجموعه وقال : من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه ، وبلغ وزير بغداد أن والي كرمان أعطى مملكة الأكراد إلى عبد الله باشا الكردي وأنه جهّز معه خمسة عشر ألفا من العساكر لمعاونته ، ولإخراج محمود باشا الكردي ، فأمر والي بغداد أن يسير محمد بيك الكتخدا مع العسكر لطرد أهل الفساد ولنصرة محمود باشا ، فسافر بعسكره والتحق بعسكر اللاونة ، وجلس ينتظر أمر محمود باشا ، فظلّ أربعين يوما حتى ورد عليه أمر من محمود باشا يأمره فيه باللحوق به ، فإن والي كرمان أرسل مع عبد الله باشا خمسة عشر ألفا من العساكر لأخذ السليمانية ، خصوصا حيث خان أمير الجاف ، ولحق عبد الله باشا فصار محمود باشا في حيرة من أمره إلى أن وصله الكتخدا بعسكر الباشا ، فقوّى عزائمه ، وشدّ ساعده ، ولكن صار المدد يترادف على عبد الله باشا من طرف والي كرمان ، فأخذ يخرّب القرى ، وينهب ويفسد المزارع ، ونهب من كان في نواحي الزنكباد من الرعايا.
فبلغ الوزير هذا الخبر فأرسل أخاه أحمد بيك بعسكر ، وما كفاه