زاد مرضه أخرج إلى دار سعيد بيك الدفتردار ، ففيها توفي ومشى في جنازته جميع الكبار حتى الكتخدا ، وولي الباشا بدله إبراهيم باشا على بابان ومحمود باشا ابن ... باشا على كوى وحرير وهكذا عاقبة الخيانة والغدر على أولياء النعم.
وفي هذه السنة ورد خبر بوفاة السلطان عبد الحميد خان بن السلطان أحمد خان ، وكان شفوقا على رعيته كريما محبّا للعلماء ، حتى إن العلماء والطلبة زادوا في زمانه أكثر من جميع الأزمان ، إلّا أنه كان كعادة أسلافه غليظ الحجاب ، فصارت أخبار ممالكه لا تصل إليه كما هي عليه في الواقع ونفس الأمر ، ولهذا لما أخذ العجم البصرة جلست مدّة رجاله لا يعلمونه بذلك بل يموّهون عليه ، وبكثرة الحجاب وغلظ الحجاب تخرّب أكثر الممالك وتهرم الدول وتزول ؛ كما تحققنا ذلك في أخبار الدولة السابقة أنّك تجد الفاتح الأول منهم ليس له حجاب ولا زال خلفه يغلظون الحجاب إلى أن يصير الملك في آخر الأمر كطير في قفص محجورا عليه ، وعليه تنتقل الدولة إلى وزرائه كما رأينا ذلك في آخر (١) [١٧].
وكوى وحرير ، فعاد إلى مقرّه وحكمه ، وقبل وصوله إلى محله أرسل أخاه سليمان من قبله ، فمذ سمع إبراهيم باشا بذلك أرسل أخاه عبد العزيز ليمنع سليمان من الدخول إلى أن يوصل أهله إلى ما منهم ، وما أحسن في هذه الحركة ، فإن عبد العزيز وسليمان التقيا على غير ميعاد وكل منهما طايش العقل ، فوقعت بينهما مقتلة جرح فيها عبد العزيز
__________________
(١) نقص صفحة كاملة في الأصل.