عاقبة أفعاله ، فلما بلغ الوزير أخذ البصرة وهتكها وأسر المتسلم ومنع ثويني من الخراج ، بل حتى أن ثوينا راسل الدولة وطلب منهم أن يجعلوه وزير بغداد أصالة فحينئذ اغتاظ الباشا وأرسل إلى متصرف بابان وكوى وحرير ومن الأكراد إبراهيم باشا والي متصرف باجلان عبد الفتاح أفندي ، على أن يمدّوه بجميع ما يمكنهم من العساكر الأكراد ، إلا أنّه لما أبطؤوا عليه عزل إبراهيم باشا ونصب مكانه عثمان باشا بن محمود باشا ، ومكان الآخر عبد القادر أفندي ، فأمدّاه بألفي خيّال من شجعان الأكراد ، فلما تمت قوته شرع أولا في الغزو على خزاعة ؛ لأن حمود بن ثامر بن سعدون خضع لطاعة الباشا ، وجاء بقبيلته مددا ، فلما بلغ الوزير في أرض خزاعة أصحبه معه ، وقاتلوا خزاعة ، ورموهم بالبنادق ، وفرقوا شملهم ، وهرب عند ذلك حمد إلى المنتفق ثم توجه الباشا إلى المنتفق ، وأقام ثلاثة أيام في أم العباس ، وذلك في غرة محرم سنة ١٢٠٢ ه اثنين ومائتين وألف ، فخرج ثويني بن عبد الله بعساكره صفوفا صفوفا ومعه الأطواب والخيل العراب ، فنشب الحرب واشتد وحمي الوطيس ، فكانت الهزيمة على عساكر المنتفق وولوا الفرار والباشا يتبعهم أسرا وقتلا ، حتى أنه بنى من رؤوس القتلى ثلاث منابر ، فلما صفى له الوقت ولّى على المنتفق حمود بن ثامر ، وعلى البصرة مصطفى آغا الكردي وكان خازنداره ، وبعد ذلك رجع الباشا إلى بغداد بعد ما أرهب الأرض بخيله ورجله ، وجعل في البصرة جملة من عسكره تسمى اللآونة ، ورئيسهم إسماعيل آغا تقوية لمتسلم البصرة ، وتأمينا للسبل ، وكان خروجه من بغداد الثاني عشر من شهر جمادى الأولى سنة ١٢٠١ ه ورجوعه فيها منصورا ثمانية في ربيع الأول سنة ١٢٠٢ ه (اثنين ومائتين وألف).