الوزير ، وبين
محمود باشا هو الشيخ سليمان [١١] بن عبد الله بن شاوي.
ثم إن محمود باشا
وفّى بما التزمه وأبعد الكتخدا عثمان عنه ، وبعث ابنه سليمان رهنا مع إحدى نسائه ،
فلما رجع الوزير إلى بغداد نقض محمود باشا العهد ولم يف بالخراج وأزمع على حرب
الوزير ، وحارب سنجاغ وحاصر ابن نمر أميرها ، فلما بلغ ذلك الخبر الوزير أرسل مددا
من طرفه وعسكرا لابن نمر وأصحب في العسكر خالد بيك ومصطفى بيك ، فلما وصلوا كركوك
خاف متصرف بابان منهم وتندّم على ما فعل وطلب الأمان والعفو من الباشا ، وأن يمنحه
الباشا من مكارمه لواء كور وحرير فأحل؟؟؟ الوزير وعفى عنه. ولكن اشترط عليه أن
يعطي اللواءين إبراهيم بن أحمد باشا لابنه عثمان بيك فامتثل الأمر فحينئذ خرج بن
نمر ورجع إلى بغداد.
وفي السنة السابعة
والتسعين ومائة وألف عاد متصرف بابان على ما جبل عليه من الخروج والعصيان وما غرّه
إلّا حلم الباشا عليه فغضب الوزير غضبا شديدا وعزم على إعدام هذا الرجل وتخريب
بيته ، فسافر الباشا بالعساكر إلى أن نزل كركوك ، وطلب أمير كوى وحرير فألبسه خلعة
بابان ، ثم سافر الوزير قاصدا ذلك الباغي في الدرنبد ، فلما التقى العسكران ونشب
الحرب بينهما كانت الهزيمة على عسكر الباغي وأكثر من خذله عساكره ، ففرّ إلى العجم
فرجع الوزير إلى بغداد ومعه إبراهيم باشا والي بابان.
وفي السنة الحادية
عشر من مولد المترجم وهي سنة ١١٩٨ ه الثامنة والتسعون ومائة وألف : قتل محمود
باشا لما حارب أمراء العجم