وفي سنة ١١٩٦ ه السادسة والتسعين ومائة وألف : عرض للوزير ما كدّر خاطره ، وهو أن أمير بابان عثمان بيك عصا على الباشا فلزم الحال لغزوه.
فبينما هو مصمم على الغزو إذ ورد عليه من ديار بكر ابن وائل عثمان بيك كتخدا حسن باشا فأعطاه قصبة البندنيج ليستغلها وبعد ما أقام فيها مدة استقلها ورجع يطلب غيرها فولاه الوزير مستلمية كركوك ، فما زال من دخل كركوك يراسله عثمان بيك متصرف سنجاغ ويحثه على العصيان والخروج على الباشا ولا زال يوسوس ذلك الإبليس حتى أغواه ، واجتمع بعثمان بيك في سنجاغ وأظهر العصيان وكفران النعمة ظنّا منه أنه بالعصيان ينال منصبه الأول ثم انضم إليهما محمود باشا والي بابان ، وأظهر الجميع العصيان ، فاضطر الوزير للخروج إليهم ومحاربتهم ، فخرج قاصدا محاربة الأكراد ، ووصل كركوك ومعه العساكر ، فكانت من الأكراد من يصلح لولاية بابان وعزل واليها وسار قاصدا محاربتهم ، فلما وصل لمحاذاتهم ورد عليه حسن بن خالد بن سليمان بمن معه من قومه فأكرمه الباشا وأحسن قراه وعزل عمه محمود باشا عن ولاية بابان ، ولّى بدله حسن بن خالد عليها فلما سمع محمود بعزله تندّم على ما فرّط منه ، ثم إن الباشا أيضا ولى محمود بن نمر على كوى سنجاغ واده حرير فندم محمود باشا وتواقع على الباشا بكل أعيان الأكراد وبجملة من العلماء أن يردّ عليه مرتبته ، فقبله الوزير بشرط إرسال بعض ولده رهنا ، وإبعاد الكتخدا عثمان عن تلك الديار وأداء ما عليه من الخراج ، وأن لا يعود إلى العصيان والخروج أبدا ، وأخذ منه عهدا على ذلك ، فردّ عليه بابان إلّا كوى وحرد ، والذي كان الواسطة بين