السنوات الهجرية |
الوقائع والوفيات |
|
اعتقادا جازما ، ومؤمنون إيمانا صادقا ، وموقنون يقينا لا يتزلزل بصدق وعد الله الذي وعدنا به في قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) [النور : ٥٥] ، (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) [محمد : ٧] ، وهذا ما نسعى إليه ونجاهد في جزيرتنا لأجله ، وندعو إخواننا المسلمين للعمل به. نحن نريد حضارة ومدينة إسلامية قائمة على أساس الشرع الإسلامي الشريف ، نريد حرّيّة صحيحة في الرأي والفكر كحرّيّة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، حينما كان الخليفة عمر ، رجل الإسلام ، يقول على المنبر وهو يخطب المسجد : أيها المسلمون ، إن رأيتم فيّ اعوجاجا فقوّموه ، فيردّ عليه الأعرابي على رؤوس الأشهاد قائلا : لو رأينا اعوجاجا لقوّمناه بسيوفنا ، وترد عليه المرأة فيقول : امرأة أصابت وأخطأ عمر. أما مدينة الملاحدة والمتفرنجين وحريتهم التي يريدون بها الخلاعة والتهتّك ودستورهم الذي يبيح لهم الفسق والفجور ، فإنا لا نوافق عليها ولا نقبلها مهما كلفنا ذلك من المشقات والصعوبات ، فإن كان هذا هو التوحّش |