البسالة والشجاعة من وجوههم. والله إن ما عبيت لهم جمعا مثلهم ، والله ما يرد هزيمتكم إلى الرياض.
لما كان في آخر النهار وصل إلى عبد العزيز رجال ابن رشيد مبارك بن مخيدش ومعه كتاب ابن رشيد إلى عبد العزيز ، يطلب فيه أن يتخلى عبد العزيز عن القصيم ، ويتوعده ويتهدده فيما إذا أصر على ولاية القصيم.
فلما أصبح الصباح أمر الملك عبد العزيز بالعرضة ، فلما أقبل رجال العارض ، ونزل عبد العزيز معهم في ساحة العرض ، ونخاهم عبد العزيز وشق جيبه ، شقوا جيوبهم ، وبقوا ما عليهم سوى السراويل ، فبكى رجال ابن رشيد ، قال له عبد العزيز : ويش يبكيك يا مبارك؟ قال : أبكاني أني شفت عيال أولاد حائل مثلهم ولاحد منهم تعفى عن الثاني حتى يحكم الله فيهم أمره.
ثم رجع رجال ابن رشيد ، فقال له ابن رشيد : وش شفت عند عبد العزيز؟ قال : شفت عنده جمعا إن ما عبيت لهم جمعا مثلهم ، والله ما يرد كسيرتك إلّا حايل زههم عبد العزيز ، فتناخوا ، ثم شق جيبه فشقوا جيوبهم ، ثم بكى عبد العزيز فبكوا كلهم ، فأمر عبد العزيز بن رشيد بالتوجه إلى البكيرية ، وارتحل عبد العزيز أيضا من بريدة.
فجعل ابن رشيد رجال شمر كلهم في وجه أهل العارض من جيش عبد العزيز ، فالتقوا في أول النهار ، وكانت القوة والغلبة لجيش عبد العزيز ، ولكن أثناء النهار فاجأهم خيل ابن رشيد ، وكانت أربعة آلاف