يحمسون القصم قهوة لهم ، أما رجالكم الذي أرسلتوه بالخط لابن ضبعان ، فوصل القصر ولا قدر يصل الباب ، فأخذ المكتوب ولفه في خرقة ثم ربطه في حصاه ، ورما به من فوق السور ، ولكن رميته قصرت ، فطاح الخط تحت السور من ظاهر ، ووجدوه رجال عبد العزيز ، وجاءوا به إلى عبد العزيز ، فأمر عبد العزيز سليمان بن محمد أن يحتال معه الحيلة ، فاستدرجه سليمان حتى أنزله من القصر.
فأمر ابن رشيد بالعرضة ، وضربت الطبول واستعرضت العساكر التركية التي أنجدته بها الدولة على عبد العزيز ، فلما أقبل رجال شمر من حائل وضواحيها ، وإذا جميعهم شبان مستبسلون تحدوهم الشجاعة والنخوة القبلية وطاعة ابن رشيد ، فبكى عبد الرحمن بن رثوان رجال الملك عبد العزيز لحاله لما رأى من هذا الجمع الذي أمامه.
فقال ابن رشيد : ويش يبكيك؟ قال : أشوف عيال قدامهم عيال ، والله ما ينفعك بعضهم من بعض يأخذ الله منهم ما يريد ، ثم أودع بن رثوان رجال عبد العزيز عبد العزيز بن رشيد ، فلما وصل ابن رثوان إلى عبد العزيز ، قال له : وش شفت عند ابن رشيد؟ قال ابن رثوان أمام الناس : شفت قل وذل ، ما معه إلّا عساكر محمية لن يقفوا مع أهل نجد نصف ساعة إن شاء الله.
فلما اختصر به عبد العزيز قال ابن رثوان : يا عبد العزيز شفت عند ابن رشيد جمع أن ما قبله جمع مثله ، والله ما تقف قدامه ساعة واحدة.
عنده ثلاثة آلاف حافر ، وعنده ثمانية آلاف من العسكر ، ولكن العمدة على الله ، ثم على رجال شمر ، كلهم شبان ينقطع الشرر من عيونهم ، وتشرق