في القصر ، وخرج هو وابن ضبعان وخوياه ، ونزلهم الملك عبد العزيز وأكرمهم.
فلما جاء الليل رحلهم إلى ابن رشيد ، وكان نازلا قصيبا ، من ضواحي بريدة ، وركب معهم رجال الملك عبد العزيز عبد الرحمن بن رثوان.
ولما أشرفوا مع طلوع الشمس على قصيبا وبدا لهم خيام ابن رشيد ، قال ابن ضبعان : يابن رثوان ، ويش ها المخيم؟ قال : هذا ابن رشيد ، فأخذ يلطم وجهه ويصفق بيديه ويقول : خدعتموني ، قال ابن رثوان : أجل الحرب خدعة ، هذا ابن رشيد وتراه أرسل لك رسولا بكتاب يقول لك : اثبت في القصر تراني عندكم بعد ليلتين ، ولكن الرسول ما استطاع يصل إلى باب القصر ، فلف المكتوب في خرقة وربطه في حجر خارج السور ، فوجدوه رجال عبد العزيز في الصبح وجابوه لعبد العزيز فعمل عبد العزيز معك الحيلة التي تم بها تسليمك نفسك وخوياك ، ولكن لا تخف أنا أكفيك ابن رشيد بكل ما أستطيع إن شاء الله.
فلما قدموا على ابن رشيد دخل عليه خادمه وقال : هذا رجال عبد العزيز عبد الرحمن رثوان ومعه عبد الرحمن بن ضبعان وخوياه ، فاستشاط ابن رشيد غضبا وقال : سود الله وجهه ، ويش جابه هما ، أنا أرسلت له بأننا سوف نصل إليه قريبا ، والله إن أجعله مثلة للعالم.
قال عبد الرحمن بن رثوان : يا طويل العمر ، عبد الرحمن بن ضبعان ما يلام ، وبيّض الله وجهه ، عمل أكثر من الواجب ، ودافع وصبر على الحصار في القصر ثلاثة شهور حتى أكلو جيشهم وخيلهم ، وصاروا