الصعب والذلول ونزلوا على الطرفية واجتهدوا في حرب الإمام. وأما أهل عنيزة والرس والخبر والمذنب فلم يعطوا ابن رشيد طاعة.
فلمّا علم الإمام بمكان ابن رشيد ومطير ومساعدة أهل بريدة لهم تجهز من الرياض ، وخرج منها في أول شعبان من السنة المذكورة ، وكان قد أمر أهل بلدان نجد بالغزو وواعدهم شقرا ، فوصل إلى شقرا في أربع من شعبان ، وقدم عليه فيها غزو ، الوشم ، وسدير ، والمحمل. ثم استجرد عتيبة وعدا من أشيقر يوم ثامن من شعبان ، فقدم عنيزة ، وترك ما ثقل معه فيها ، واستنفرهم فخرج معه منهم عدد كثير ، وقصد ابن رشيد وهو إذ ذاك على الهدية ، فجاء ابن رشيد الخبر فانهزم ونزل بريدة. وكان الدويش وابن بصيص وعربان مطير على الطرفية ، فعدا الإمام عليهم وأخذهم ونزل في محلهم واحتوى هو ومن معه من الجنود على ما في محلهم.
فلمّا جاء الليل خرج ابن رشيد بمن معه من بريدة ، وهم خلائق كثيرة من أهل بريدة ، ومعه مطير ، وتوجهوا إلى الإمام على الطرفية فهجدوه ، وحصل بين الفريقين قتال شديد ، وصارت الهزيمة على ابن رشيد ، ومن معه من أهل بريدة ، ومن مطير ، وقتل منهم كثير ، وذلك ليلة أربعة عشر من شعبان من السنة المذكورة ، وغنم الإمام ومن معه من الجنود منهم من الركاب ، والبنادق شيئا كثيرا ، وقتل في هذه الوقعة سعود بن محمد بن سعود بن فيصل ، ثم إن الإمام ارتحل من الطرفية ونزل بالقرب من بريدة ونهب حبوب بريدة ، وكان في أيام صرام النخل فصرموا النخيل وهدموا البيوت. وتحصن أهل بريدة في بلدهم ، وأقام الإمام هناك أياما ، ثم ارتحل ونزل عنيزة ، ثم ارتحل ونزل البكيرية ثم ارتحل ونزل مع عتيبة في أراضي القصيم.