خطوطا من محمد بن عبد الله بن مهنا أمير بريدة ، ومن بعض أعيان بريدة لابن رشيد فأمر الإمام بقتله فقتلوه ، فلما علم بذلك أهل بريدة أظهروا العداوة ، وأرسلوا للإمام يقولون : لا تقدم علينا بمن معك من الجنود.
فأمر الإمام من معه من الجنود أن ينزلوا على الهدية ، ودخل بريدة هو وخيالة معه ، وحصل بينه وبين ابن مهنا وبعض الأعيان كلام ، وقالوا : نحن في السمع والطاعة.
ثم إن الإمام خرج من بريدة وعدا على فيصل ابن صلطان الدويش ومن معه من مطير على المجمعة ، فأخذهم وقتل من مطير عدة رجال منهم حسين بن مطلق بن زيد الدويش المعروف بابن الجبعا ، وعبد المحسن بن زريبان ، ومطلق بن عمر بن شوفان ، وصوب فيصل بن صلطان الدويش ، ثم برى ونزل الإمام على جوى فركبوا له مطير ، وطلبوا منه الصلح فأعطاهم ذلك ثم ارتحل إلى شقرا ، ومنها إلى الرياض وأذن لأهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم. وذلك في آخر ربيع الأول من السنة المذكورة.
وفي هذه السنة وقع في أشيقر والفرعة وباء مات فيه خلق كثير ، وممن مات فيه من أهل أشيقر محمد بن عبد الله بن إسماعيل ، وابنه حمد الشاعر المشهور المعروف بالسبيعي ، وعبد الله بن إسماعيل ، وأخوا عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم بن عيسى وغيرهم رحم الله الجميع. وفي هذه السنة في رجب استحلفوا أهل بريدة صلطان بن حمود آل عبيد بن رشيد ، ووعدوه القيام معه في حرب ابن سعود ، وكاتبوا ابن بصيص والدويش فقدم ابن رشيد بمن معه من الحاضرة والبادية ، ونزل بالقرب من بريدة ، وكاتب أهل بلدان القصيم ، وفيصل الدويش ، ونايف بن هذال بن بصيص ، ورؤساء مطير ، وكانوا إذ ذاك في البطينيات ، فساروا بأهلهم على