على ثرمدا أمر سالم بن سبهان أن يركب بسرية معه ، ويغيّر على شقرا ، فتوجه سالم بنحو مائة وخمسين مطية ، وسبعين خيالا ، فأغاروا عليها ولم يحصلوا على طائل ، فخرج عليهم أهل شقراء وهزموهم ، وذلك في اليوم التاسع من المحرم من السنة المذكورة. وتوجهوا إلى أشيقر وأقاموا فيه إلى صباح اليوم الثاني ، ثم ركبوا من أشيقر ، وأغار على شقرا فخرج عليهم أهل شقرا ، وهزموهم ، ورجعوا إلى ابن رشيد في ثرمدا ، ثم أمر ببناء قصر في ثرمدا ، فشرعوا في بنائه ثم أكملوه ، وتوجه إلى شقرا فنزل في قصور شقرا المعروفة.
وفي الفيضة حصل بينه وبين أهل شقرا قتال ، وأمر على بلدان الوشم بعدة رجال على كل بلد من بلدان الوشم أن يحضروا عنده بسلاحهم ، فقدموا عليه فيها وهم عدد كثير. ولما كان في بعض القتال أرسل سرية مع عبده عطا الله وأمرهم بالهجوم على الذين في المرقب الشمالي من أهل شقرا ، وهم ستة رجال ، فسار عطا الله إليهم بمن معه فانتبه بهم أهل المرقب وضربوا عطا الله برصاصة فوقع ميتا ، وانهزم أصحابه إلى ابن رشيد. ثم إن أهل شقرا بعد ذلك زادوا بناء المرقب المذكور ، ورفعوه وجعلوا فيه عدة رجال. ثم إن ابن رشيد لما أعياه أمرهم ارتحل من شقرا بعدما قطع نخل الفيضة والسفيان ، وتوجه إلى القصيم وجعل في قصر ثرمدا عدة رجال من أهل حائل ، والقصيم ، وسدير ، أميرهم حرب بن إبراهيم العسكر ، ومعه ناصر الخريصي ، وفرج عبد مشارى العنقري. ولما ارتحل ابن رشيد من شقرا جاءه الخبر بأن الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل سلمه الله تعالى وصل إلى ثادق راجعا من الكويت.
ثم دخلت سنة ١٣٢٢ ه : وفي ليلة الأربعاء خامس من المحرم وصل