وأخذ يتجهز للمسير بتلك الجنود إلى نجد. وكان ابن جراد قد اجتمعت عليه بوادي حرب وبني عبد الله في القصيم فتوجه بهم إلى السر.
وكان عبد العزيز بن سعود قد بلغه ذلك فخرج بجنوده من الرياض ، وكان ذلك في اليوم التاسع عشر من ذي القعدة واستجر عتيبة وأهل القصيم الذين في شقرا وتوجه إلى السر ، فلما نزل حسين بن جراد فيضة السر ، وذلك في ثامن وعشرين من ذي القعدة من السنة المذكورة صبحه الإمام بتلك الجنود ، وقتله هو وأكثر من معه ولم ينج منهم إلّا القليل ، واحتوى الإمام على مخيم ابن جراد وما فيه من الركاب والأمتعة والسلاح والفرش. وانهزمت بوادي حرب وبني عبد الله ، وقفل الإمام إلى الرياض وأمر أهل القصيم بالإقامة في شقرا. وكان ماجد آل حمود إذ ذاك على البربك بالقرب من عنيزة يريد أن يلحق بابن جراد ومعه جنود كثيرة ، فلما بلغه مقتل ابن جراد وأصحابه ارتحل من البربك ، ورجع إلى عنيزة ، ونزل الملقا النخل المعروف خارج عنيزة شمالا ، وصارت الرسل تتردد بينه وبين الأمير عبد العزيز بن متعب ، وهو إذ ذاك في أرض السماوة يستحثه ويقول أدرك بلدان القصيم قبل أن تؤخذ من أيدينا.
وفيها توفي الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ في الرياض في شهر رمضان. وفيها حصل فتن كثيرة ، وحروب عظيمة ، وهي حرب الروس مع اليابان ، وحرب الترك مع أهل مقدوينا ، وحرب الانجليز مع التيبت في حدود الهند مما يلي الأفغان ، وفتنة الترك مع الأرمن.
وفي هذه السنة في أول المحرم وصل الأمير عبد العزيز بن متعب ابن رشيد ثرمدا بعد إغارته على الرياض كما في السنة التي قبلها ولما نزل