ولما بلغ الإمام عبد العزيز ذلك خرج من الرياض ومعه عدة رجال من الخدام ، وتوجه إلى الدلم ودخلها وكان أميرها إذ ذاك من جهته محمد السديري فأمره الإمام بالتحفظ على البلد ، وأخبره أنه يريد الحوطة ويطلب منهم النصرة. فأخذ السديري وأهل الدلم في التأهب لقتال ابن رشيد ، وتوجه الإمام إلى الحوطة ، فلما وصل إليها قام معه أهل الحوطة فساعدوه ، فتجهز الإمام بمن معه من أهل الحوطة ، وتوجه إلى الدلم ، وكان ابن رشيد محاصرا لأهل الدلم ، وشرع في قطع النخل ونصب عليهم المدفع ، ورماهم به رميا هائلا. ولما أقبل الإمام عبد العزيز بمن معه من الجنود ، وصار بالقرب من البلد أقام في موضعه إلى الليل ، وفي الليل ارتحل من موضعه ذلك ودخل البلد ولم يعلم ابن رشيد بوصول الإمام.
ولمّا كان صبيحة تلك الليلة خرج الإمام بمن معه من الجنود ، وحصل بينه وبين ابن رشيد قتال شديد في وسط نخيل البلد ودام القتال بينهم إلى الليل ، وصارت الغلبة للإمام عبد العزيز سلمه الله تعالى. وقتل في اليوم المذكور من أتباع ابن رشيد عدة رجال منهم شمران الفارس المشهور ، وولد حمد الضعيفي ، ومات في هذا الحصار متعب بن حمود آل عبيد بن رشيد ، وخلق كثير في الوباء الذي وقع في غزو ابن رشيد.
ولما جاء الليل وحجز بينهم الظلام دخل الإمام بمن معه البلد ورجع ابن رشيد إلى منزله فلما كان نصف الليل ارتحل ابن رشيد من منزله ذلك ورجع إلى القصيم. وأما الإمام سلمه الله تعالى فإنه أقام في الدلم مدة ثم سارا إلى الرياض.
وفيها توفي حسن بن مهنا أبا الخيل محبوسا في حائل بعد وقعة المليدي كما تقدم ، ومدة حبسه إلى أن مات اثنتا عشرة سنة. وفي جمادى