وبعد طلوع الشمس بكرة نأتي إليكم للسلام عليه. وقام فيصل وأخبر أباه بذلك فتأهب لمجيئهم.
فلما كان صبيحة ذلك اليوم وهو الحادي عشر من ذي الحجة جلس الإمام عبد الرحمن في روشن في القصر ، وكان تمالأ هو وعدة رجال من آل مقرن منهم عبد الله بن جلوي ، وأخوه فهد ، ومحمد بن حسن بن مشاري ، وناصر بن فرحان وفيصل بن ناصر وعدة رجال من أتباعهم وخدامهم وأمرهم بالجلوس في موضع من القصر ، فإذا دخل سالم وأصحابه فليغلقوا الباب باب القصر ثم يجلسون عنده إلى أن يأتيهم الأمر ، ففعلوا ذلك. وقام معه في هذا الأمر ابنه فيصل وكان شهما شجاعا. فلما جاء سالم وأصحابه تلقاهم فيصل ابن الإمام عبد الرحمن ورحب بهم وصعد معهم إلى الروشن الذي فيه والده ، فلما أقبلوا على الباب قام الإمام عبد الرحمن وتلقاهم وجلسوا.
وحين دخل سالم وأصحابه القصر وصعدوا ، قام من هناك من آل سعود وأتباعهم وأغلقوا باب القصر. ولما استقر المجلس بسالم وأصحابه قام الإمام عبد الرحمن وخرج من الروشن وأمر على من هناك من أصحابه أن يحيطوا بالروشن ويقبضوا على سالم وأصحابه ، ففعلوا ذلك وقبضوا عليهم وحبسوهم ولم يقتلوا منهم إلّا خلف الشمري. وكان قبل ذلك في افتتاح شهر ذي القعدة قد ركب من الرياض خمسة رجال من آل سعود : وافد بن علي بن رشيد في حائل ، فقدموا عليه وأكرمهم وأقاموا هناك أياما ، ثم أذن لهم بالرجوع إلى أهليهم ، فخرجوا من حائل. ولما كان في اليوم الذي خرجوا فيه من حائل جاء الخبر إلى ابن رشيد بما حصل على سالم وأصحابه ، فأرسل خلفهم من يردهم إلى حائل ، فرجعوا