وبين أهل الرياض ، وبين أولاد سعود على أن تكون لهم إمارة بلد الخرج.
فخرج أولاد سعود إلى الخرج ، وأقام ابن رشيد هناك أياما ، وجعل محمد بن فيصل أميرا في بلد الرياض والمتصرف فيها من جهته سالم بن سبهان. ثم ارتحل في جمادى الأولى من السنة المذكورة راجعا إلى الجبل ومعه الإمام عبد الله بن فيصل ، وابنه تركي ، وأخوه عبد الرحمن بن فيصل وسعود بن جلوي ، وأذن لأهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم ، وأخذ يدبر الحيلة في قتل عيال سعود ، ويكاتب أعداء عيال سعود من أهل الخرج ويطلب المواطأة على قتلهم ويعدهم ويمنيهم فواطأه على ذلك إذا أمكنتهم الفرصة.
ولما كان في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة سطا سالم بن سبهان بسرية معه على أولاد سعود بن فيصل في الخرج وقتلهم غدرا ، وهم : محمد ، وعبد الله ، وسعد رحمهمالله تعالى. وكان أخوهم عبد العزيز بن سعود قد ركب في أول الشهر المذكور لابن رشيد في حائل ، فكتب أهل الخرج إلى سالم يستدعونه وابن سبهان في الرياض ومعه إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف من أهل أبا الكباش في قصر الرياض ، وتوجهوا إلى الدلم واتفق أن ركبا من الدواسر أخذوا إبلا لأهل بلد زميقة من بلدان الخرج ، فركب محمد بن سعود على فرسه في أثرها ، واستنقذ الإبل منهم ورجع بها وصادف وصوله في الإبل وصول سالم بن سبهان. وكان محمد بن سعود قد نزل من فرسه عند صاحب قصر هناك. وصاحب القصر يعمل له قهوة فلم يفاجئه إلّا خيل ابن سبهان قد خرجت عليه ، فلما رآهم قام وترك فرسه فانهزم ودخل مقصورة هناك فتبعوه ، ولما وصلوا إليه في المقصورة حصل بينهم وبينه كلام. وقالوا له :