ثم دخلت سنة واحدة وثلاثمائة : وفيها كثرت الأمطار والسيول ، وعم الحياة جميع بلدان نجد ، وكثر الخصب والكمأة ، ورخصت الأسعار. وفي ربيع الأول من هذه السنة خرج الإمام عبد الله بن فيصل من الرياض غازيا ، وأمر على أهل بلدان نجد بالجهاد ، ونزل على بلد شقراء واستلحق غزو البلدان فقدموا عليه فيها وأمر بوادي عتيبة أن ينزلوا الحمادة المعروفة. وكان يريد حرب أهل المجمعة فنزل عربان عتيبة الروضة المعروفة في الحمادة المسماة أم العصافير. ولما تكاملت على الإمام جنوده ارتحل من شقراء بمن معه من الجنود ، ونزل على عربان عتيبة هناك.
وكان أهل المجمعة لما بلغهم خروج الإمام من الرياض أرسلوا لابن رشيد يستحثونه ، وتتابعت الرسل منهم إليه ، وإلى حسن آل مهنا أمير بريدة فجمع حسن آل مهنا جنوده ، وخرج ابن رشيد بجنوده من حاضرة الجبل واستنفر من حوله من البوادي وتوجه إلى بريدة فنزل عليها ، ثم ارتحل منها ومعه حسن آل مهنا بمن معه من الجنود ، وتوجه لقتال عبد الله بن فيصل ومن معه من عتيبة. فحصل بينه وبينهم وقعة شديدة في صبيحة يوم الاثنين الثامن والعشرين من ربيع الآخر ، وصارت الهزيمة على الإمام عبد الله ومن معه من العربان ، وقتل منهم خلق كثير.
ومن مشاهير القتلى من أهل الرياض تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن مقرن ، وفهد بن سويلم ، وابن عياف ، وفهد بن غشيان رحمهمالله تعالى. وقتل من أهل شقراء عبد العزيز بن الشيخ عبد الله أبا بطين ، ومحمد بن عبد العزيز بن حسين ، وعبد العزيز بن محمد بن عقيل ،