بحمايتهم فوعدهم بذلك ، وواطأهم على الإمام عبد الله بن فيصل. وكان ابن رشيد قد طمع في ولاية نجد لما رأى اختلاف آل سعود ، وما حصل بينهم من الحروب ، وأنه قد تضعضع أمرهم لكثرة اختلافهم وتفرقهم.
ولما كان من آخر محرم من هذه السنة أمر الإمام عبد الله بن فيصل بلدان نجد بالتجهز للجهاد ، فواعدهم بلد حرمة ، ثم خرج من الرياض ومن معه من الجنود بأهليهم ونزل على بلد حرمة ، واجتمع عليه فيها غزو بلدان : المحمل ، والوشم وسدير وحاصروا بلد المجمعة ، وقطعوا كثيرا من نخيلها. وكان أهل المجمعة لما بلغهم الخبر بمسير الإمام إليهم كتبوا إلى ابن رشيد يستحثونه وتتابعت الرسل منهم إليه يستنجدونه ، فخرج بجنوده من حائل ، واستنفر من حوله من بادية شمر وحرب بني عبد الله ، وتوجه إلى بلد بريدة ونزل عليها ومعه جنود عظيمة. وكان حسن آل مهنا أبا الخيل أمير بلد بريدة قد جمع جنودا كثيرة من أهل القصيم ، ومن أهل البوادي واستعد للمسير مع ابن رشيد لنصرة أهل المجمعة ولما تكاملت على ابن رشيد جنوده ، وهو على بريدة ارتحل منها ومعه حسن آل مهنا ، ونزل على الزلفى. فلما علم بذلك بوادي عتيبة ارتحلوا من حرمة منهزمين ، وارتحل الإمام بمن معه من المسلمين ، وتوجه إلى بلد الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم ، وكانت مدة إقامته على بلد المجمعة محاصرا لها أربعين يوما.
ثم إن ابن رشيد ارتحل من الزلفى بمن معه من الجنود ، ونزل على بلد المجمعة وأقام عليها أياما. ثم ارتحل منها ورجع إلى بلده وجعل فيها أميرا سليمان بن سامي من أهل حائل.