ركائب أصحابه وسلاحهم ، وأقام عبد الرحمن على ثرمدا أياما ، ثم ساروا من ثرمدا إلى الدوادمي وطلبوا من أهل الشعرا الزكاة والجهاد فأبوا أن يعطوهم ، فساروا إليها من الدوادمي وحاصروها مدة أيام ، وحصل بينهم قتال شديد فقتل أهل الشعرا منهم عدة رجال ، ثم رجعوا إلى الدوادمي من غير طائل. ثم إن هذال بن فهيد الشيباني ، وعقاب بن حميد ، ومصلط ابن محمد بن ربيعان ومن معهم من قبائل عتيبة أقبلوا لقتال عبد الرحمن بن فيصل ، وعيال سعود بن فيصل ومن معهم من مطير والعجمان وغيرهم فحصل بينهم وقعة شديدة على الدوادمي فانهزم عبد الرحمن بن فيصل وأتباعه ، وقتل منهم عدة قتلى.
وفي هذه السنة قام عثمان بن عبد الله نشوان على عبد الرحمن ابن إبراهيم الخراشي في بلد أشيقر فرماه بفرد فوقعت الرصاصة في رأسه ، فسقط على الأرض. وذلك في الموضع المعروف في المدقة فظن عثمان أنه قتله فسار عنه فأتت إليه امرأة من حرمه فوجدت به رمقا فحملته إلى مكان وأخفته إلى الليل ، وأعلمت به أخاه عبد الله ، فبلغ الخبر إلى عثمان المذكور فأخذ يفتش عليه سائر يومه ذلك ليجهز عليه فلم يجده. ولما كان الليل جاء إليه عشيرته آل بسام ، وكانوا قد اختفوا في النهار خوفا على أنفسهم من آل نشوان فحملوه إلى بلد شقرا وجارحوه ، وأخرجوا الرصاصة من رأسه وعافاه الله تعالى.
ولما كان بعد ذلك بأيام سطا آل بسام المذكورون على آل نشوان في أشيقر ، وأخرجوهم منها إلى بلد الحريق بغير قتال. وفي رجب من هذه السنة سطا آل نشوان في أشيقر ومعهم نحو سبعين رجلا من أهل الحريق : كبيرهم الأمير محمد بن إبراهيم بن نشوان ، فدخلوا في داره المعروفة في